هل تتذكرون آخر زيادة على رواتب الموظفين؟!

475
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

كثير من النواب في خطابات مشروع الموازنة طالبوا في الأيام الماضية بصوت عال وبغضب شديد بضرورة زيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين، وكانت المطالبة أكثر للمتقاعدين العسكريين.
يعلم النواب جيدا أن مطالبهم بزيادة الرواتب لا يمكن أن تتحقق، ولو أراد أيٌ منهم تحقيق ذلك فعلا، لرهنوا موافقتهم على الموازنة بفرض بند زيادة الرواتب.
منذ سنوات والخطاب الرسمي للحكومات المتعاقبة جميعها أن الأوضاع المالية لا تسمح بزيادة الرواتب، باستثناء الزيادات السنوية المعتادة.
أليس هذا قمة الاستفزاز، وعدم الشعور بأحوال المواطنين والموظفين.
هَمُّ المواطن الأردني منذ سنوات أن يتوقف مسلسل الزيادات غير المبرر للأسعار وضغط الحياة المعيشية، حتى أنه نسي متى كانت آخر زيادة على رواتب الموظفين؟!
أما حكاية الزيادات السنوية المعتادة فهي القهر بعينه.. هل تصدقون أن هناك زيادة سنوية لموظفين لا تزيد على دينارين على الراتب الأساسي.
ديناران لا يشتري بهما المواطن الغلبان دجاجة، أو باكيت دخان، ويأتيك من يقول لك لا زيادات على الرواتب لأن المالية العامة لا تسمح بذلك، باستثناء الزيادة السنوية المعتادة.
كان على النواب أن لا يتطرقوا من قريب أو بعيد لموضوع الرواتب وزيادتها، لأنها أصبحت خارج أحلام الموظف الأردني، التي لا تتجاوز تدبير الحال بالراتب الحالي من دون أن تتنطع عليه الحكومة، التي تبحث عن تحسين ماليتها العامة فقط بالاعتماد على جيب المواطن الأردني.
طبعا؛ لا يتوقع أحد أن لا يقر مجلس النواب مشروع قانون الموازنة، حتى لو كانت فيها أرقام العجز غير مسبوقة!.
لن تنتهي مشكلة البلاد بعد إقرار الموازنة، ولن تنفع محاولات الحكومة كلها بتجميل مستقبلنا ويكرر رئيسها مرة ثانية أن أجمل أيام الأردن لم تأت بعد، وستبقى الأزمة مفتوحة، لأن المواطن يعرف أن ظهره للحائط غير الموجود ليستند إليه، ويعي أن عليه أن يستمر في حالة أمن واستقرار بعد خراب المحيط من حوله.
معظم الخطابات والمداخلات النيابية التي قيلت في الأيام الماضية في مناقشة مشروع قانون الموازنة خلت تماما من مناقشة بنود الموازنة وأرقامها، وتركز الحديث على جلد الحكومة من جراء سياساتها ونقدها بشكل قاس.
كثيرون من النواب أعلنوا بعد خطابات نارية قرارهم بأنهم سيحجبون الثقة عن مشروع الموازنة، ولم أسمع أو أقرأ خبرا أن أيًا من النواب امتدح مشروع الموازنة، بل كان هناك شبه اجماع على “أنها لا تستحق الحبر الذي كتبت به” وانها “فُصِّلت كما يبحث عنه العسعس لإرضاء بعض الأطراف” وأن ” الحكومات تعمل على زيادة المديونية والبطالة.. والوطن يدور ضمن حلقة مفرغة” وهناك من قال للخصاونة “لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق إن لم تسعد الحال” وهناك من قدم علكة عشراوي لوزير المالية.
اليوم؛ المتوقع فيه إقرار الموازنة ستتلاشى معظم الأصوات المعارضة والغاضبة، فقد اكتفى أصحابها بفعل ذلك أمام عدسات الإعلام، ولتستمع إليها القواعد الشعبية، أما عند التصويت فإن النواب كرماء ولن يبخلوا على الحكومة في منح الثقة للموازنة.
الدايم الله…

قد يعجبك ايضا