الحكومة تُشعل النار قرب محطة بنزين!

385
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

بينما ينتظر الأردنيون الوعد المَلِكي بإطلاق رؤية اقتصادية متكاملة – خلال أيام – لتكون وثيقة مرجعية شاملة، كما جاء في الخطاب المَلِكي في عيد الاستقلال، ينصدم المواطن ذاته بهدية حكومية برفع غير مسبوق لأسعار البنزين.
هذا الرفع يتزامن مع ارتفاعات كبيرة في أسعار عديد من السلع والمنتوجات الأساسية، لأسباب عديدة كما يقول المعنيون، رفع السعر في بلد المنشأ، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، والارتفاعات الكبيرة في أجور النقل.
هذه الارتفاعات تترافق دوما مع الرشوة التي تقدمها الحكومة للنخبة السياسية، والمستوزرين تحديدا، عبر بعض أذرعها الإعلامية الخفية، عن تعديل وزاري موسع سيطال نصف الحكومة قريبا، والتي لن تصمد كثيرا أمام زيادة أسعار البنزين بنسب لم تصل إليها يوما في الأردن.
حتى الآن لم تجرب الحكومة في أي منعطف شعبي، لكن امامها تجربة ليست بعيدة، فحكومة 111 صوتا و40 يوما بعد الثقة لا تزال ماثلة للعيان، وعليها أن لا تطمئن كثيرا للتأييد البرلماني الذي ظهر في تقرير “راصد” حيث يرى 54.1% من النواب أن الحكومة كانت قادرة على تحمل مسؤولياتها بشكل متوسط، و10% بشكل كبير.
و37.5% من النواب يتوقعون حدوث تعديل موسع، و21.7% يتوقعون رحيلها.
و63.3% من النواب راضون بشكل كبير ومتوسط عن تعامل الحكومة مع ملف الإصلاح السياسي.
نعرف أن الجانب الاقتصادي، عقدة المنشار الرئيسية في البلاد، ونصطدم يوميا بأخبار الحالة المالية للموازنة، وبتسريبات عن صعوبة تأمين الرواتب في بعض الأشهر، ودعم المواد الأساسية، وزيادة المديونية، لكن ما يصدمنا أكثر هو عنوان مناقض للوعود التي قطعتها الحكومة وللواقع الاقتصادي والاجتماعي في المملكة، وهي ان لا حلول أمام الحكومة سوى جيب المواطن.
ترددت حكومات سابقة عن الإقدام على هكذا قرارات، (ليست حكومات عبدالله النسور من بينها) لأنها تؤدي إلى ارتفاع هائل في أسعار معظم السلع الأساسية وتُراكم ضغوطا هائلة على الفقراء وأصحاب الدخل المحدود ما ينغص عليهم حياتهم، اكثر مما هي منغصة، وكل ما يترتب على ذلك من تعقيدات وانفجارات اجتماعية، البلاد والعباد في غنى عنها.
لتكف الحكومة عن خطاب “توصيل الدعم لمستحقيه”، ففيه من السذاجة السياسية التي لا يمكن أن تنطلي على أحد في فترات الارتياح الشعبي، فكيف الحال في ظل اليقظة الشعبية لكل شيء، وكيف إذا كان في أهم المتطلبات المعيشية، وفي ظل الأوضاع المعيشية الضنكة التي يعيشها المواطنون، ولا تخفى ملامحها على أحد.
نعم، لا تلعب الحكومة بالنار فقط، بل تشعلها قرب محطة وقود.
الدايم الله….

قد يعجبك ايضا