“خطر منصات التواصل..”!أسامة الرنتيسي

الشعب نيوز:-

سنكون اليوم الأربعاء 6 تموز متحدثين في ندوة لقاء شبابي تنظمها جمعية الحوار الديمقراطي الوطني وحزب نبض الوطن في غرفة تجارة مدينة إربد، الساعة السادسة، بمعية عميد الجمعية محمد داودية والباحث السياسي الدكتور أسامة تليلان وأمين عام الحزب الدكتور ناظم العبابنة.
موضوع الندوة وعنوانها: “الحديث عن خطر منصات التواصل على الحريات العامة والأخلاق والسلم الأهلي”.
كنت أتمنى أن لا يكون عنوان الندوة موجه بهذا الشكل، يركز على خطر منصات التواصل، ويغفل عن الإيجابيات التي أوجدتها هذه المنصات.
نعترف بقلق شديد، نحن المشتغلين بالصحافة والإعلام، بما يسمى السلطة الرابعة، أن سلطة خامسة فرضت تجلياتها علينا هذه الأيام، بعد ان نجحت صحافة شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة الفيس بوك وتويتر في إحداث تغييرات ملموسة في أكثر من قطر عربي، راقت لبعضنا، أو لا تزال عقلية المؤامرة تحفر في دواخلنا.
أعترف أكثر بأنني أُصاب بالدهشة والفزع، وأنا أتابع ما ينشر في هذه الشبكات عن كل مفصل خلافي، ولغة الكراهية والحقد المنتشرة في الفضاء الإلكتروني بحيث لو سقطت على الأرض (لا سمح الله) لأشعلت فتنًا وكوارث نحن في غنى عنها.
الإعلام الجديد، سلطة جديدة، يمكن أن نطلق عليها السلطة الخامسة.. سلطة يفوق تأثيرها تأثير السلطة الرابعة، لا بل أخضعت السلطة الرابعة للرقابة، وهددت مكانتها الرفيعة التي احتلتها في الضمير الإنساني على مدى قرون.
آلاف وربما ملايين الصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت مخصصة لمتابعة وسائل الإعلام التقليدية الجديدة، ومراجعة كل ما ينشر في هذه الوسائل من أخبار وآراء وقصص وحكايات وصور ومقاطع فيديو.. صفحات تعيد نشر ما تراه حسنا في وسائل الإعلام، وصفحات تفضح التحذيرات والممارسات الخطأ في وسائل أخرى.
الواقع يقول إن هذه السلطة الجديدة قد فتحت المجال لكل الراغبين في التغيير، ومنحت المواطنين في مختلف دول العالم القادرين على الوصول إلى شبكة الإنترنت فرصا غير محدودة لممارسة الرقابة الشعبية على السلطات، بما فيها الرقابة على السلطة الرابعة الممنوحة للصحافة منذ قرون. ومن ثم يمكن القول: إن السلطة الخامسة الجديدة لا تراقب السلطات الثلاث فقط، بل تضع الصحافة تحت أول اختبار حقيقي لها.
أصبح من السهل الآن أن تجلس في بيتك مواطنا صحافيا مقابل جهاز التلفزة وتسجل مقطعا من البرنامج المعروض ثم ترفع هذا المقطع إلى اليوتيوب، كما تستطيع خلال دقائق أن تنشئ صفحة على الفيس بوك وتربط بين الموقعين وتطالب بما تريد، حتى يمكنك التحول عن محطة التلفزة التي لا تحب إلى محطة أخرى بكبسة زر.. كما يسهل عليك إذا ما قرأت مقالا في صحيفة ولم يعجبك، أن تقرر إنشاء صفحة تهاجم فيها الكاتب أو تدعو فيها إلى مقاطعة الصحيفة.. وخلال ثوان سيرى العالم ما كتبت. إنها سلطة جديدة مثيرة لم يكن أحد ممن حلموا بحرية الاعلام على مر العصور يتخيلها.. سلطة تفوق سلطة الإعلام التقليدي بمراحل…
لكن؛ حذار حذار، من سقوط لغة هذه السلطة إلى لغة تخوين وكراهية ودعوة إلى القتل، ولغة طائفية حاقدة.
لا تلعبوا بالنار، فالأعصاب مشدودة على وتر التطرف، نتيجة الأوضاع السياسية والاقتصادية أولًا، وفقدان البوصلة ثانيًا، وغياب الحكمة ثالثًا، فالفوضى لا تحتاج إلّا حجرًا مٍن مجنون، والمجانين كثيرون.
الدايم الله…..

قد يعجبك ايضا