أي قمة تغيب عنها فلسطين…فقاقيع هوائية!أسامة الرنتيسي

الشعب نيوز:-

تابعت لعدة ساعات وعبر أهم فضائيتين عربيتين “الجزيرة والعربية” التحضيرات والاستقبالات واللقاءات الثنائية والبيانات المشتركة لعقد قمة “جدة للأمن والتنمية”، كما تابعت رسائل الزملاء في المحطتين وتحليلات الضيوف، وتابعت كلمات الرؤساء العرب، فحضرت فلسطين وتم التركيز على قضيتها العادلة، على عكس الرغبة الاميركية والاسرائيلية.

أي قمة في المنطقة لا تكون القضية الفلسطينية محورها الرئيس، لن يكتب لها النجاح، لأن فلسطين رغب القادة أو لم يرغبوا ستبقى القضية المحورية الأولى للأمة العربية مهما تراجعت الاهتمامات ومهما تراكض بعضهم نحو إسرائيل والتطبيع معها.

على الحالة الفلسطينية وتطورها يمكن المراهنة لا على مشروعات أخرى، فلا الضغوط الأميركية، ولا التعنت الإسرائيلي الصهيوني، ولا الترهل العربي، يمكنها فرض شيء على الفلسطينيين لا يريدونه، حتى لو كانت هناك أصوات وأدوات فلسطينية تطمح وتحلم بذلك.

حتى الآن، مهما كان الاختلاف في تقويم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فلا يزال يؤكد أن الموقف الفلسطيني واضح من الثلاث مسائل الرئيسة، فلا اعتراف مطلقًا بالدولة اليهودية، ولا دولة فلسطينية من دون القدس عاصمة، وحق العودة مقدس حتى لو تنازل الأب عن حقه فإن حق الأبناء مقدس.

لا نريد موقفا أكثر من ذلك، ولا نطمح في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها السلطة الفلسطينية أن تقاتل العالم، وأن تقف في وجه أميركا، لكن الحقوق الوطنية الفلسطينية أكبر من أمن إسرائيل الصهيونية ومستقبلها ووجودها حتى لو حاول بايدن أن يؤكد أنها مسألة أميركية من الطراز الأول، ومهما حاولوا أن يحرفوا البوصلة نحو إيران.

مقتنعون أن لإيران أطماع في المنطقة، وأنها للأسف تحتل أربع عواصم عربية، ولديها أذرع تستطيع تحريكها متى شاءت، لكن تبقى إسرائيل الصهيونية عدو الأمة الأوّل، أما الأطماع الأخرى فنستطيع التعامل معها بالطرق كافة.

يحتاج الموقف الفلسطيني إلى حالة تدعيم ومساندة وتصليب، ولا يحتاج إلى تشكيك.

المعيب فعلا في هذه الظروف الدقيقة، أن تبقى المصالحة خاضعة لأوراق مصلحية فصائلية يتم توظيفها عند المستجدات، حيث نتوقع أن ينعكس الزلزال الذي ضرب بعمق الأرض العربية، ولا تزال تردداته تظهر للعيان بأشكال مؤلمة، بفتح الفصائل الفلسطينية بوابة جديدة من العلاقات والوحدة الوطنية تُجاه مشروع في بعده تصفية للقضية الفلسطينية، بحيث تتقدم الأطراف المعنية بالانقسام الداخلي الفلسطيني إلى إنهائه.

جولة بايدن خطرة إلى أبعد الحدود، ومارس فيها كل أساليب الإغراء والإغواء، حيث نجح بتنحية قرارات الشرعية الدُّولية جانبًا، وكرس اقتراحاته  بديلا للمرجعية الدُّولية، كما نجح في إعطاء الأولوية للمواقف الإسرائيلية الصهيونية التي اندمج معها، ووفر الغطاء القانوني للاستيطان وحوَّل إسرائيل الصهيونية من دولة احتلال إلى شريك في عملية سلام ترعاها واشنطن.

نجح إلى حد بِتْنا نسأل فيه سياسيا من هو اللاجئ، وكأن خيام التشرد، ومفاتيح البيوت، وسنوات النضال الطوال، وقوافل الشهداء، وعشرات بل مئات المجازر، لم تكن في لحم الشعب الفلسطيني ومن دماء أبنائه.

الدايم الله…

قد يعجبك ايضا