كأن أحدا يريد أن يفكك البلد !

577
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

 كأن أحدا يريد أن يفكك البلد ومؤسساته أكثر مما هي مفككة، هذا ما تلمسه وأنت تتابع ما يسمى خطة الإصلاح الإداري، والتفسيرات التي يطلقها وزراء ومسوؤلون عبر اللقاءات والحوارات المتلفزة التي شاهدناها في اليومين الماضيين.

لا أدري لم استرجعت ذاكرتي فورا فيديوهات رئيس الوزراء السابق الدكتور عمر الرزاز وهو يتحدث عن حكومة النهضة والتكامل الاقتصادي، وبعد مغادرته الدوار الرابع لم نعد نسمع شيئا عنهما، لا نهضة ولا تكاملا.

جربنا فك وتركيب وزارات أكثر من مرة، وحملنا وزراء أكثر من حقيبة، وكل مرة نجرب فيها ذلك نكتشف الفشل ونعود من جديد ونفصل بينهما، كان الأمر يتم بين الزراعة والمياه، الثقافة والشباب، التربية والتعليم العالي، لكن هذه أول مرة تتجرأ فيها حكومة لتعلن أن من أدوات الإصلاح الإداري إلغاء وزارة العمل وتوزيع دمها بين القبائل.

معقول؛ بلد تطحنه البطالة، ويحفر الفقر في عمق حياة شعبه، حتى أن شخصية إعلامية متزنة وثقيلة من وزن مدير التلفزيون السابق إبراهيم شاه زاده أوجع قلوب الأردنيين عندما قال: إن راتب التقاعد 450 دينارا لا يكفيه شراء أدوية مزمنة ولا تكاليف الحياة، ويعيش على الخبز والسردين.

معقول؛ حكومة تطرح قبل أسابيع مشروع التشغيل الوطني، وتعلن ذلك بكل الوسائل وعلى واجهات الباصات في الطرق تقوم ضمن خطة الإصلاح الإداري بإلغاء وزارة العمل.

فعلا؛ كل شىء في البلد يدار بشكل غريب عجيب، يريدون إصلاحا إداريا وترشيق القطاع العام وتجويده، وفي  الوقت ذاته تحطيم ما تبقى من مسننات عمله.

منذ سنوات والجميع يصرخون: إن المشكلة في 65 هيئة مستقلة خربطتت شكل العمل العام وفاقمت خلل الرواتب في الوظائف المتشابهة، وضاعفت عجز الموازنة والمديونية، لكن لم يتجرأ أحد على الاقتراب منها أو دمجها مثلما يعلن عن ذلك منذ سنوات طوال.

أنا؛ (أعوذ بالله من كلمة أنا) أحد الذين لم يصدقوا أن الحكومة الحالية والتي ستخلفها تمتلكان الجرأة لإلغاء وزارة العمل، وأن كل مشروع الإصلاح الإداري مجرد تشغيل لجان وإشغال الإعلام في قضايا لا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع.

بالمناسبة؛ حكومة الدكتور بشر الخصاونة تضم 28 وزيرا، وتدير موازنة هي الأصعب في تأريخ المملكة مثلما قال الخصاونة تحت قبة البرلمان، والعجز فيها حدث ولا حرج، كيف نوازنها  بالحكومة الكويتية الجديدة التي أعلن عنها قبل يومين وتضم فقط  12 وزيرا.

الدايم الله…..

قد يعجبك ايضا