شكل اليوم التالي لتوقف العدوان على غزة… أسامة الرنتيسي

الشعب نيوز:-

 توقفت آلة الدمار والعدوان على غزة، وتوجهت فورا إلى نابلس لتنفيذ عملية عسكرية جبانة أدت إلى قتل ثلاثة قادة من كتائب الاقصى أبرزهم إبراهيم النابلسي الذي إستشهد وهو يوصي رفاقه بعدم ترك السلاح.

لم تخسر حركة الجهاد الاسلامي والشعب الفلسطيني القياديين الشهيدين تيسير الجعبري وخالد منصور فقط، بل خسرت حسب اعتراف الجهاد 12 قياديا معظمهم من الصف العسكري الأول في التنظيم.

ودماء الغزًيين تُفجر شوارع القطاع، بعد ان تفجرت غزيرة على شاشات التلفزة، والمقاومة الفلسطينية بفصائلها من دون  حماس (في الأقل رسميا)، تسطر ملاحم بطولية لا بد من طرح السؤال عن شكل اليوم الثاني لتوقف العدوان.

فلا الهمجية الاسرائيلية قادرة على البقاء في حالة تأهب، ولا القطاع، بمقاومته وسكانه، قادر على الاستمرار بالحرب.

في جلسة جمعتنا ومجموعة أصدقاء غزًيين، بعضهم قادم من القطاع، وهم من عّظْم المقاومة ولحمها، ومن قيادات الصف السياسي الاول، ليسوا محسوبين على حماس، وغير متعاطفين مع نهج السلطة ورئيسها محمود عباس، وبعضهم على تواصل يومي مع أهله الذين يسكنون هناك، نكتشف أن العدوان هذه المرة مختلف عن الحروب السابقة، في حدته.

كان قصف إسرائيل لمواقع الجهاد الاسلامي شرسا وبشعا إلى درجة المسح عن الارض بهدف إنهاء قوة الجهاد العسكرية.

في اليوم التالي للحرب اكتشف أبناء غزة أنهم يعيشون في ما تبقى من القطاع بمدينتين، سفلية عبارة عن شبكة أنفاق، لم تحمهم في الحرب من القصف الاسرائيلي، انما حمت المقاومة، ومدينة تضرب اسرائيل أي جزء فيها  في الوقت الذي تحدده تمسحه عن وجه الارض، وتحوله دمارا يضاف إلى الدمار الذي لم يتم إعادة إعماره بعد الحروب السابقة.

سيكتشف أهالي القطاع ان مشروعات المصالحة كذبة، فحماس لا تزال صاحبة القرار في قطاع غزة، ومارست في هذا العدوان أساليب السلطات في الدول بحيث بقيت تدرس الحالة، وتركت حليفها في المقاومة وحيدا مثلما رغبت إسرائيل في ذلك.

سيكتشفون أن حماس غلّبت علاقتها بالاخوان المسلمين، على علاقتها بشركائها في المقاومة.

سيكتشف الغزيون ان كل مناداتهم القديمة «يا عرب.. ويا مسلمين..» صرخات في البرية، وأن ضمائر الشوارع الغربية محترمة أكثر من ضمائر الشوارع العربية، وأن الحكومات الغربية التي تدعي حقوق الانسان لا تختلف عن حكومات الدول العربية التي لا تعترف بالانسان وحقوقه.

في اليوم التالي بعد الحرب، سيتساءل الغزيون ومعهم كل مناصري المقاومة، كم عدد شهداء كل فصيل، وكم عدد الشهداء المدنيين من الشعب الفلسطيني وجرحاه وبيوته المدمرة، وكم من السنوات المقبلة والاجيال القادمة سيحتاجون في صراعهم الوجودي مع الكيان المغتصب.

سيتساءلون، عن كيفية معالجة الجرحى، وحقوق الشهداء، وحماية المدنيين، وعن المياه غير الموجودة، وعن محطات الكهرباء المدمرة، والادوية المفقودة، والمدارس المحطمة.

في اليوم التالي من الحرب، هناك عشرات الاسئلة، أصعب كثيرا مِن يوميات العدوان ذاتها، ومِن انتصرنا… أم انهزمنا.

الدايم الله…

قد يعجبك ايضا