يشترون الخبز بالدَّيْن يا دولة الرئيس!

25٬005
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

السبت قبل الماضي، في ندوة جمعية الشفافية الأردنية حول التحديث الإداري، تحدّى الناشط السياسي الحزبي حامد باكير العبادي أن يتجرأ وزراء الحكومة ويذهبون لمحاورة 10 شباب على دوار ماحص من المتعطلين من العمل ويشرحون لهم الخطط الحكومية في تحسين الواقع الاقتصادي وبرامج التشغيل الوهمية.

وزير التخطيط كان أحد المتحدثين في الندوة، تجاهل الملحوظة ولم يعلق عليها بشيء.

هل يعرف دولة الرئيس ووزراء حكومته أن في القرى والمدن والمخيمات الأردنية التي يعيش فيها المسخّمون، تبيع مخابز في ماحص وكفرنجة ومخيم عزمي المفتي وبصيرا ودبة الكرم وأم نعام الشرقية والرصيفة ووادي الحدادة وماعين وذيبان الخبز بالدين لآخر الشهر، موعد  استلام الرواتب التي لم يطرأ عليها أية زيادة منذ سنوات.

في قرى المسخمين يا دولة الرئيس وفي المدن الكبيرة، وحسب ما رواه لي شخصيا أصحاب مخابز، عالج الأردنيون مضاعفة أسعار الخبز على حساب بطونهم ومِعَد أولادهم، فالذي كان يشتري خبزا بنصف دينار، لا يزال يشتري بالنصف دينار، بينما  تغيرت كمية الخبز، ليس قناعة بوقف الهدر كما تزعم الحكومة، ولكن لضغط الحاجة وتوفر السيولة.

في مخابز عمان الكبرى يا دولة الرئيس، وضعت أرفف قبل زيادة أسعار الخبز، يحصل من خلالها الفقراء على الخبز بالمجان.

الارتياح الزائد عن اللزوم الذي تظهره الحكومة ورجالاتها في تقويمهم للتململ الشعبي غير مطمئن، ويشي بعقلية غير مرنة واهمة مثلما كان غيرها واهما بأن ما يحدث في بلدان أخرى لا يمكن أن يحدث عندهم.

لا يجوز الاختلاف على تقويم حجم الضغط المعيشي على لقمة عيش الاردنيين، بردة فعل باردة متجاوزة درجات الاطمئنان التي ترى أن الغضب الشعبي دائما تحت السيطرة، ولن يتجاوز المعايير الموضوعة للوصفة الأردنية لأي اعتصام أو تجمع أو مسيرة.

حجم الضغط والتململ في صدور الأردنيين كبير وكبير جدا، وهو أخطر بكثير من التجمهر في الشارع، والشعور بأن الغد صعب وبائس يدفع كثيرين إلى الفرح بالسطو على البنوك نكاية في القرارات الحكومية.

لقد صدق كثيرون وبنسبة عالية جدا أن الحكومة على وشك أن تبيع البترا، لا بل ويجادلونك إن حاولت ان توضح لهم استحالة ذلك، أن حكومات سابقة باعت معظم مقدرات وشركات الوطن.

“سيخ شاورما سهول سحاب” وفيلم “جرة ذهب كفرنجة” استحوذتا ولا تزال على اهتمام وتعليقات وملحوظات الأردنيين أكثر مما استحوذت عليه البرامج والاستراتيجيات الكثيرة التي تطلقها الحكومة دوما من دون أن نرى نتائج ومخرجات لهذه البرامج والاستراتيجيات.

الدايم الله….

قد يعجبك ايضا