قال استطلاع قال.. حُط في الخُرُج !

2٬391
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

مَن يعتقد أن اجتماعا لمجلس الوزراء عقد على عجل فور الاستماع إلى نتائج استطلاع رأي عام أجراه مركز الدراسات في الجامعة الأردنية وأظهر أن 33% من الأردنيين يثقون بالحكومة ، بينما 68% منهم لا يثقون برئيس الوزراء بشر الخصاونة ، فهو واهم تماما.
الاستطلاع كشف عن تراجع تفاؤل الأردنيين بالحكومة من 55% – 29% ، أي 71 % .
والأخطر أن الاستطلاع كشف عن تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة ونسب البطالة والتخبط الحكومي في اتخاذ القرارات وانتشار الفساد والوساطة ، كأسباب يعتقد الأردنيون أنها أدت إلى التوجه السلبي.

و 85 % من الأردنيين يرون أن السياسات والإجراءات الاقتصادية الحكومية فشلت في تخفيف الأعباء الاقتصادية والحد من ارتفاع الأسعار وتقليل نسب البطالة

“حُط في الخُرُج”، وسياسة صَم الآذان عن الاستماع إلى أي رأي معارض للرأي الحكومي السائد هو السلوك العام منذ سنوات.
نحتاج إلى زلزال سياسي تغييري يصيب معظم بنيان حياتنا ومرافق عمل الحكومة ومؤسسات الدولة ورجالاتها، كما يصيب مجمل الحياة السياسية الرسمية والشعبية، والأهم الاقتصادية قبل أن يصطدم الناس بالحيط أكثر من ذلك.
حالة من القلق الشديد تُرسَم ملامحها على وجوه العامة، وحالة من الاضطراب على وجوه الرسميين، وقلق وجودي عند الاقتصاديين وأصحاب المؤسسات الخاصة.
في الشارع أيضا، فوضى سياسية، وتحليلات عقيمة ومخيفة، وتصورات دموية، واختلاق مشكلات من لا شيء، وتقسيمات على أساس «الأبوين العثمانيين»، واستسهال اتهام بعضهم بالخيانة والعمالة، وتناحر بعيدا عن العدو الأول الوحيد، ودراسات عن استطلاعات وأرقام ونسب مشوهة وملغومة ومشبوهة، تخرج عن ابناء المخيمات، لا تدري من هي الجهة التي وراء ذلك، وما هي اهدافها، ولمصلحة من يطلق العنان لهذه الأرقام والنسب التي لا تخدم سوى مشروع “كيري” والمخططات الصهيونية، ولا أحد يدري «مَن يدفع للزمار…».
في البلاد حالة اقتصادية مرعبة ومستعصية، لا تصدقوا الأرقام الرسمية التي تخرج من أفواه المسؤولين، ما عليكم سوى متابعة عدد الشركات المتعثرة، والمؤسسات التي لا تدفع رواتب موظفيها، والتسريحات بالجملة من المصانع والشركات، والديون وفوائدها التي تثقل كواهل مؤسسات رسمية وشبه رسمية (فوائد ديون أمانة عمان مرعبة) وفوائد ديون الدولة بالكامل مرعبة أكثر.
في البلاد ايضا فساد عام في منظومة الأخلاق، فهناك من يحمل السلاح ويدافع عن سارقي المياه، وهناك من يقطع الشوارع للدفاع عن طلبة توجيهي غشاشين، وهناك أشخاص يعملون في عدة وظائف في الوقت نفسه، ويتقاضون رواتب وتنفيعات من اكثر من جهة، ويتحدثون عن الأخلاق.
هناك مسؤولون مؤبدون في مناصبهم، يحتاجون الى وقوع زلزال حتى تتحرك الكراسي من تحتهم، فهم لا يغادرونها إلا إلى مقبرة سحاب، ولا يؤمنون بتجديد الدماء، ودورة عُمْر السنوات، وسُنّة الحياة.
هم الحكومة الأول والأخير تثبيت الساعة، وإشغال البلد لعدة أيام بالتوقيت الصيفي..
الدايم الله….

قد يعجبك ايضا