
يتزاحمون على الصف الأول!أسامة الرنتيسي
الشعب نيوز:-
مشهد قد يكون مُضْحِكًا مُبْكيًا، أو شيئًا ما يدعو إلى السُّخْرية، أو يكشف عن حجم الخواء الذي أصابنا في كل شيء.
تذهب إلى ندوات أو أنشطة ثقافية واجتماعية، أو احتفالات وطنية، فتشاهد من يُقاتلون كي يحجزوا مقعدا في الصف الأول، من يأتي مبكرا لحجز مكانه، أو أحد المنتخبين بالتزوير والتزكية ينتظر أن يتنازل أحد الحاضرين فيمنحه مقعدا في الصف الأول.
هذه المشاهد تراها أكثر في القرى والبلدات والمدن الصغيرة أكثر ما تراها في العاصمة عمان.
تشاهد فيديوهات لأنشطة كانت تبث حَيًا عن كيف يكون التزاحم كبيرا على مقاعد الصف الأول، ما يثير السخرية والاستهزاء.
تستعر الظاهرة إذا كان النشاط برعاية رسمية، فمعظم عشاق الصف الأول يريدون أن يكونوا الأقرب إلى مقعد راعي الاحتفالية، كي يحصلوا على صور أكثر لأن التركيز الإعلامي يكون منصبا على الشخص الراعي ومن حوله.
هناك في بعض المؤسسات المنتخبين أشخاصها بطرق ملتوية، شبه إجماع على هبوط مستوى التمثيل فيها، وهذا مرتبط بالشخص الذي وصل إلى هذا المقعد، فتكون الكارثة عندما يشعر هذا الشخص أن مقعد الصف الأول أصبح من استحقاقاته.
طبعا؛ وللأسف؛ تسهم إدارات مؤسسات تنظم احتفالات ومهرجانات وندوات في تعزيز المشهد المضحك في التنافس على الصف الأول خاصة إذا كانت من غير الخبراء في التنظيم وإدارة الانشطة.
أكثر المؤسسات تعالج الأمر بوضع لوحات على مقاعد الصف الأول أن هذا المقعد محجوز، بانتظار حضور البَهوات أصحاب الصف الأول حتى لا يقعوا في إحراج التزاحم على كراسي الصف الأول، وفي حالة عدم حضور هؤلاء البَهوات تزداد حالة الإحراج أكثر بحيث يتم الترحيب باي من الحضور كي يجلس في الصف الأول.
التسابق على مقاعد الصف الأول ليست ظاهرة سلبية كثيرا، خاصة إذا كان مستوى الشخصية يتناسب مع قيمة من يجلسون في الصف الأول، لكن للأسف انخفضت كثيرا أداة قياس المرء لذاته، وتوهمه بأن منصبه هو الذي يفتح له مقاعد الصف الأول وليست قيمته المعنوية والأدبية، وحضوره البهي.
من أجمل المقولات التي نقلت عن تشرشل قوله ،،حيثما أكون أنا جالسا يكون رأس الطاولة،،..
وأجمل العبارات التي سمعتها “قيمة المرء ما يتقن”…
الدايم الله…..