
إجتماع العقبة..فقاعات صابون!أسامة الرنتيسي
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –
لا اجتماع العقبة ولا غيره من عشرات الاجتماعات الأمنية يمكن أن يحدد الواقع على الأرض الفلسطينية.
وحدهم الفلسطينيون على الأرض هم من يحددون مسارات التهدئة أو المواجهات.
ومهما حاول الأميركان وأصدِقاؤُهم تقديم خدمات مجانية لنتنياهو ونَهجه فلا يمكن السيطرة على الحالة الفلسطينية التي نسفت اجتماع العقبة في حوارة بمسدس مقاوم ليس بالضرورة سمع عن اجتماع العقبة وتطوراته، لأنه يعرف أن المواجهة مع الجندي الصهيوني والمُستَوطُن اللّعينَين هي اللغة التي يفهمانها، وغير ذلك كله فقاعات صابون.
بيان العقبة أكثر من صيغة لعلاقات عامة سمعنا وقرأنا عنها عشرات المرات، وهي لم تصمد يوما واحدا بعد انتهاء الاجتماع.
السرية كلها التي أحيطت باجتماع العقبة والمجتمعين، وعدم إعلان تفاصيل ما تم الحديث عنه، فلن يتجرأ أحد أن يخرج على الناس ويقول لهم لقد اتفقنا وحدّدْنا إطارا جديدا لإعادة مفاوضات سياسية بعد الأمنية.
إجتماع العقبة جاء بضغط وطلب أميركي، لكن على الحالة الفلسطينية وتطورها يمكن المراهنة على مستقبل أي مشروع أميركي جديد، فلن تستطيع الضغوط الأميركية والتّعنُّت الصهيوني ولا حتى الخنوع العربي، فرض شيء على الفلسطينيين لا يريدونه، حتى لو كانت هناك أصوات وأدوات فلسطينية تطمح إلى ذلك وتحلم به.
حتى الآن؛ برغم التنازلات التي تقتَرِفها القيادة الفلسطينية ومن يدورون في فلكها، يبقى الموقف الفلسطيني واضح من المسائل الثلاث، فلا اعتراف مطلقًا بالدولة اليهودية، ولا دولة فلسطينية من دون القدس عاصمة، وحق العودة مقدس حتى لو تنازل الأباء عن حقوقهم يبقى حق الأبناء مقدس.
الآن؛ في هذه الظروف الصعبة، لا نريد موقفا أكثر من ذلك، ولا نطمح في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها السلطة الفلسطينية أن تقاتل العالم، وان تقف في وجه أميركا، فالحقوق الوطنية الفلسطينية ستبقى أكبر من أمن إسرائيل ومستقبلها ووجودها حتى لو حاول أي مبعوث أميركي أن يؤكد بخبث أنها مسألة أميركية من الطراز الأول.
يحتاج الموقف الفلسطيني إلى حالة تدعيم ومساندة وتصليب، ولا يحتاج إلى تشكيك.
المعيب فعلا في هذه الظروف الدقيقة، أن تبقى المصالحة خاضعة لأوراق مصلحية فصائلية يتم توظيفها عند المستجدات، حيث نتوقع أن ينعكس الزلزال الذي ضرب بعمق الأرض العربية، ولا تزال تردداته تظهر للعيان بأشكال مؤلمة، بفتح الفصائل الفلسطينية بوابة جديدة من العلاقات والوحدة الوطنية تُجاه مشروع في بُعده تصفية للقضية الفلسطينية، بحيث تتقدم الأطراف المعنية بالانقسام الداخلي الفلسطيني إلى إنهائه.
الجولة الجديدة للأمريكان في المنطقة خطرة إلى أبعد الحدود، وستُمارس فيها كل أساليب الإغراء والإغواء، حتى تنجح بتنحية قرارات الشرعية الدُّولية جانبًا، وتكرس اقتراحاتها بديلا للمرجعية الدُّولية، كما تعمل على إعطاء الأولوية للمواقف الإسرائيلية، وتوفر الغطاء القانوني للاستيطان وتُحوّل إسرائيل من دولة احتلال إلى شريك في عملية سلام ترعاها واشنطن.
الدايم الله…