بيان من الحزبِ الشُّيوعيِّ الأردنيِّ: الخامس عشر من أيَّار ذكرى مأساة حيَّة تتجدَّد

2٬551
الشعب نيوز:-

في الخامسِ عشرِ من أيَّار مِنْ كلِّ عام، نجد أنفسَنا أمام ذكرى قاسية آثارها ممتدَّة ومتشعِّبة.. نجد أنفسنا وجهاً لوجه أمام بشاعة النَّكبة، وأمام مأساة ضياع فلسطين، وأمام اليوم الَّذي دُشَّن فيه ارتهانُ المنطقة بمجملها لمعادلاتٍ ظالمةٍ مفروضةٍ عليها من الخارج..

الخامس عشر مِنْ أيَّار 1948، هو اليوم الَّذي سبقته وتبعته أكبر عمليَّة تهجير جماعيّ في العصر الحديث؛ حيث شُتِّتَ شعبٌ كاملٌ في مختلف أنحاء العالم، وسُلِبَتْ منه أرضه وجميع حقوقه الإنسانيَّة والوطنيَّة.

وبعد ذلك اليوم الأليم، فُرِضَتْ على شعوبنا العربيَّة حالةُ طوارئ شاملة ودائمة بحجَّة مواجهة تبعاته. وهذا عدا عن الحروب الكثيرة المدمِّرة والصِّراعات الوحشيَّة، وديمومة حالة التَّبعيَّة..

منذ غُرِسَ الكيانُ الصّهيونيُّ في قلبِ العالمِ العربيِّ، أصبح من المتعذِّر على هذه المنطقةِ أنْ تعيش بصورةٍ طبيعيَّةٍ، وأنْ تتطوَّر، وتتجاوز عثراتِها وإشكالاتِها، وتحقِّق طموحاتها، مثل سواها من الشُّعوب والأمم..

منذ ذلك اليوم الأليم، وكلُّ الأحلام والطّموحات والأشواق العربيَّة، محكومة بـ«قانونٍ» طارئٍ مفتعلٍ.. هو «قانون» بقاء «إسرائيل» والحفاظ على أمنها وتفوّقها.

الصِّراع مع العدوّ الصّهيونيّ الغاصب هو الصِّراع العربيّ الرَّئيس؛ ليس مِنْ باب التَّضامن القوميّ فقط مع الشَّعب الفلسطينيّ؛ لكن، أيضاً، مِنْ بابِ مواجهةِ الاستهدافِ الَّذي يمثِّله وجودُ الكيانِ الصّهيونيِّ مِنْ خطرٍ على جميعِ البلدانِ والشعوبِ العربيَّةِ، وضدَّ الطموحاتِ العربيَّةِ المشترَكةِ في التَّحرُّرِ الوطنيِّ (والقوميِّ) والدِّيمقراطيَّة والتَّنمية المستقلَّة. أي باختصار، ضدَّ مشروع النُّهوض العربيِّ برمَّتِه.

وكلّ عامّ تتجدَّد، بل تتواصل، أعمال العدوان الوحشيّ الَّتي تشنُّها الآلةُ الحربيَّة الصّهيونيَّة على غزَّة وأماكن مختلفة من الضِّفَّة الغربيَّة؛ ورغم ذلك، فإنَّ هذا الكيان الغاصب، رغم كلِّ جبروتِ آلتِه الحربيَّة، وحتَّى بعد مرور خمسة وسبعين عاماً من احتلاله لفلسطين، ورغم كلّ أشكال الدَّعم والمساندة الهائلة الَّتي يتلقَّاهما من القوى الإمبرياليَّة الدَّوليَّة وأدواتها المحليَّة، لم يتمكَّن مِنْ الخروج مِنْ حالة الوجود الطارئ، الَّتي يعيشها منذ تأسيسه، وليس له أمل في أنْ يصبح كياناً عاديّاً طبيعيّاً مثل كلّ الكيانات الأخرى في العالم؛ بل إنَّه لم يتمكَّن من الخروج مِنْ هاجس الخوف مِنْ زوالِه، وليس له إلَّا أنْ يظلَّ يتقوقع كجيتو منبوذ معزول؛ كما أنَّه لا يزال يستخدم كلّ ثقله وقوّته، وثقل وقوّة رعاته وأتباعهم، كي يحظى بالاعتراف به مِنْ هذا الفصيل الفلسطينيّ (أو العربي) أو ذاك!

المجدُ والخلود لشهداء فلسطين الأبرار،
وعاش كفاح الشَّعب الفلسطينيّ البطل،
عاشت المقاومة الفلسطينيَّة والعربيَّة،
والخُسرانُ والثُّبور للكيان الصّهيونيّ الغاصب.

الحزب الشُّيوعيّ الأردنيّ – عمَّان 15 أيَّار 2023

قد يعجبك ايضا