كيف غزت السجائر الإلكترونية الأردن؟

الشعب نيوز:-

أقلعت عن التدخين قبل 5 اعوام. و احبذ دائما تكرار الكتابة والحديث عن التدخين وتجربة اقلاعي عنه. الدخان وباء، ومن اخطر الأوبئة على الانسان صحيا وماليا. و دائما اكرر الكلام عن التدخين من باب العظة والنصح، والارشاد. و الاقلاع عن التدخين سهل وصعب معا.
و اكثر ما يحتاج الى ارادة وقرار، ولربما هو من اصعب القرارات. و اكتب عن التدخين، واعظا للمدخنين، وناصحا بان يجربوا الاقلاع عنه. انا دخنت مبكرا، وأنا في الصف الخامس الابتدائي كنت أدخن.

و بدأ تدخيني «فرط «، وبعد سن المراهقة والصف العاشر اصبحت احمل باكيت دخان، وادخنه يوميا.
تورطت بالتدخين في طفولتي من باب الجكر والعناد، وكنا نتصور عادة التدخين بطولة ورجولة. وكانت صورة اعلان رجل الكابوي على باكيت المالبورو راكب الحصان ساحرة وجذابة. هذه الصورة لربما ورطت ملايين الاردنيين بعادة التدخين. اتعبني الدخان، وقبل اقلاعي عنه، كنت دخلت في تجربة متقطعة في الاقلاع، اي الاقلاع التدريجي.

اصبحت احس في تعب شديد، واذا ما بذلت ادني جهد جسدي أشعر بالتعب والارهاق، وضيق التنفس. و هربت الى الرياضة، وسجلت في نادٍ رياضي، ومن ذلك الوقت يوميا اذهب الى النادي. و في الرياضة نشوة ولذة لا توصف.. واحساس بالراحة النفسية والجسدية.
الرياضة كانت مهربي وخلاصي من الدخان وارتفاع الدهون الثلاثية، فالاخيرة وصلت الى ارقام قياسية وقاربت 5 الاف.
و في اولى الفحوصات الاطباء تفأجوا من الدهون الثلاثية في جسمي، وكيف ان دمي اشبه بالطين الخالص !؟
اكتب اليوم عن التدخين واقلاعي عنه، ويغزو عالمنا ما هو خطر من تدخين السجائر العادية.

العدو والوباء الصحي الاخطر اليوم هو السجائر الالكترونية، والارجيلة الالكترونية. و في الاماكن العامة يتم التعامل معها باستخفاف ولا مبالاة، ولا ينسحب تطبيق قانون منع التدخين عليها. و قبل ايام كنت في مطار الملكة علياء الدولي، والتدخين ممنوع، ويافطات المنع تغزو المطار وجدرانه، ومرافقه.
و اما مدخنو السجائر الاكترونية فلا يشملهم المنع، ويمارسون عاداتهم السيئة، وينفثون الدخان الالكتروني في وجوه الناس. طفح الكيل، وغزو السجائر الالكترونية يستحق المقاومة والمواجهة، ويستحق اجراءات حازمة ورادعة.
نعرف ان هناك هوامير وتجارا كبارا مستفيدين، ولكن يكفي استهتارا وعبثا في الصحة العامة. واين وزارة الصحة من السجائر الالكترونية، ولماذا الوزارة في موضوع الدخان والارجيلة والسجائر الالكترونية تتحدث بخجل شديد. و من المفروض ان تكون الوزارة أول من يلتزم وينفذ قانون منع التدخين.

و اول ما تدخل بوابة وزارة الصحة تستنشق غيوما من الدخان الالكتروني تنبعث من مكاتب اطباء واداريي الوزارة.
و لم اصدق صورا وصلتني لطلاب في مدارس خاصة يدخنون السجائر الالكترونية في الغرف الصفية والساحة المدرسية.
يجب ان تتدخل الدولة، ولأن ضرر الدخان الالكتروني وغيره على الاقتصاد الوطني وفاتورة علاج ضحايا الدخان والارجيلة اكبر من إيراداتها الجمركية والضريبية. ونحن نتحدث مستقبلا عن تأمين صحي شامل.. رسميا، سوى امانة عمان او وزارة المالية والجمارك يستسهلون جباية ايرادات من ترخيص الارجيلة وتجارة الدخان، ولكن لا يفكرون في المستقبل، وأن الخاسر هو البلد واقتصادها الوطني واجيال تهلك وتموت بسبب الدخان.

قد يعجبك ايضا