رُعْبٌ مِن “هفوة” التَّجسّس على هواتفنا !

4٬551
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

هفوة من أستاذ جامعي في علم الأمن السيبراني، حول طرق بسيطة في الكشف عن التجسس على هواتفنا، وكيفية الهروب منها، جعلت الأردنيين، وكل من شاهد  الفيديو وسمعه يقف على رؤوس أصابعه، ذعرا وتجهما وخشية.

فضائية “رؤيا” وفي أهم برامجها وبرامج التلفزة الأردنية “نبض البلد” الذي يقدمه الزميل محمد الخالدي استُنْفِرَت بعد  حلقة الأحد، لِتبث حلقة جديدة – الاثنين – توضيحية استضافت فيها أكثر من خبير، أجمعوا على أن “هفوة” الأستاذ الجامعي ليست صحيحة، حاولوا فيها طمأنة الأردنيين أن هواتفهم ليست خاضعة لِلتّجَسّس بالطريقة التي تحدث عنها الأستاذ الجامعي.

أيضا؛ شركات الاتصالات، ومركز الأمن السيبراني، نشروا توضيحات حول الموضوع، بأن الأمور ليست كما قال الأستاذ الجامعي، وأن اختراق هواتفنا ليس بهذه السهولة.

منذ اليوم الأول الذي أصبحنا فيه أسرى ومُستَعمَرين من قبل أجهزتنا الخلوية، وأصبحت مرجِعياتنا معتمدة فقط على “النت وجوجل”، أصابت حياتنا السطحية السذاجة وتصديق ما ليس بالسهولة تصديقه.

المحتوى البائس التافه السخيف الذي يتورم في الشبكة العنكبوتية أصبح الخطر الأكبر على العلم وعلى ثقافتنا الجمعية.

على أشخاص كثيرين تتسلل أخبار وفيديوهات ليست من العلم بشيء، لكن يتم ترويجها على أساس أنها صحيحة.

صورة مفبركة من السهل اكتشافها تسللت إلى هواتفنا تُظهِر ملك المغرب وهو يصلي أمام حائط (المبكى) في القدس، وإلى جواره “الصهيوني النتن ياهو”…

مِن عَلّامَةٍ كبير في القانون الدُّوَلي، ومِنْ أصدقاء كثيرين، وصلتني عبر الواتساب رسالة مع صورة تزعم أن جهة خيرية في دولة الإمارات العربية قامت بطباعة نسخ جديدة من القرآن الكريم تقوم بتوزيعها مجانا في الدول العربية والإسلامية.

الكارثة التي لا يمكن أن يصدقها عقل، وواضح فيها لعب الفوتوشوب، وخَباثَةُ من هم وراء هذه الرسالة، تقول: إن الجهة التي قامت بطباعة هذه النسخ من القرآن الكريم قامت بتغيير اسم سورة الإسراء إلى اسم بني إسرائيل وذلك إرضاء لليهود.

لا يوجد عقل إنساني يمكن أن تمر عليه هذه الألاعيبُ الواضحة، ولا يمكن أن تجد إنسانا يستوعب أن هناك مصلحة ما لأية جهة تقوم بهذا الفعل الساذج السخيف.

هذا المثال؛ أسوقُه كي أشارك في الحملات الواسعة التي تشكك في مجمل المعلومات المتوفرة في بطن الشبكة العنكبوتية، التي للأسف أصبحت المرجعية الوحيدة لمعظم البشر، من دون التدقيق في صدق هذه المعلومات من كذبها.

بحثت كثيرا في الشبكة العنكبوتية لأجد دراسة تكشف عن نسب الصدق فيما يتوفر من معلومات في هذه الشبكة لكني لم أجد، وحزنت كثيرا بسبب الواقع الذي نعيش، بحيث أصبحت مقولة أي إنسان يسأل عن أية معلومة، ما عليه إلا أن “يجلجلها” او “يغلغلها” أي أن يعود “لجوجل”.

تسمع كثيرا من أشخاص مختلفي الثقافات والدراسات والتخصصات، معلومة يرددونها من دون تفحصها، وعندما تسألهم عن المصدر، يقولون لك قرأناها في الإنترنت، وهم يعلمون جيدا أن كل ما في الإنترنت ليس صحيحا ودقيقا ومحكما علميا.

أحزن على من يعتمد على وصفات علاجية من شخص يدّعي أنه خبير ومتخصص في علاج ما، من خلال  موقع موجود، على الشبكة العنكبوتية، من دون أن يجري تدقيقا فعليا وعلميا عن هذا الخبير المتخصص.

عُقِدت مؤتمرات وورشات عمل كثيرة للبحث في موضوع صدق المعلومات الموجودة في الإنترنت، لكن لم يتم الوصول إلى معايير محددة لإثبات هذا والاعتماد عليه، وتحول هذا الموضوع إلى هاجس يؤرق كثيرين من الباحثين بعد أن وصلت أعداد المواقع عشرات الملايين.

 فكيف سيتم التحقق من صِدْقِها؟!.

الدايم الله….

قد يعجبك ايضا