جنين بين مطرقة الجيش وسندانة المتخاذلين.. حسين صالح الزعبي

الشعب نيوز:-

هرعت قوات العدو الصهيوني مدجّجة بأحدث الأسلحة…بدباباتها ومجنزراتها وجرافاتها، وبطائراتها الحربية والعمودية والمسيَّرة.
اجتاحت القوات الإسرائيلية بجيشها الذي يزيد عن ألف ٕ ومئتي جندياً،جنود النُخبة كما يُطلق عليهم،دخلوا على مخيم جنين ،والذي لا تزيد مساحته عن واحد كم مربع ، المخيم الأعزل إلا ببعض البنادق الرشّاشة ومسدّسات فردية يحملها شبّان يافعين، غير مدربين على خوض حروب كهذه التي خاضوها مع عدو غاشم متغطرس ومدرّب ، جيش محصّن بٱليات حديثة ومصفحة ،وخوذ على الرأس ،وواقٍ للرصاص ،وبحماية وتغطية جوية،مع وابل من الرصاص على كلّ متحرك بالمخيم وأزقته.
كل هذا وذاك ،استطاع هؤلاء المقاومون الأبطال أن يدحروا هذه القوات الفاشية،وهي تخرج من المخيّم تجرُّ وراءها أذيال الخيبة والفشل ، دون أن يحققوا أيّ هدف من اهدافهم الإجرامية،سوى تخريب البُنية التحتيّة للمخيم ،وهدم وتجريف بعض البيوت فيه،وترويع أهله المرابطين والصامدين الصابرين ،وتهجيرهم …من أطفال رضّع وحتى الشيوخ الركّع.
لقد لقّن هؤلاء الفتية المقاومون،لقنوا العدو درساً لن ينسوه أبداً،فقد دمّروا للعدو أكثر من عشرة آليات،واسقطوا لهم عدة طائرات مسيرة،وقتلوا جندياً صهيونياً من جيش النخبة جولاني ،وجرحوا عدداً من الجنود حسب اعترافات الجيش الإسرائيلي، ومحطات التلفزة العبرية.
صحيح أنه سقط عدد من الشهداء الفلسطينين على أرض المعركة،وهناك عشرات الجرحى…إلاّ أن هذا كله لم ينل من عزيمة وبسالة هؤلاء الأبطال الأشاوس…!!!
بعد هذه الأحداث والمجريات، وما حدث في جنين ومخيمها.
أقول…
بأنّ جيل اليوم ليس كجيل الأمس فهو من يعوّل عليه دحر هذا العدو الغاصب وهزيمته .
هذا الجيل ،حاول العدو أن يلهيه بمغريات الحياة،فنشروا له كل مباح وغير مباح.
حاولوا أن ينسوه قضيته الأم،إلاّ أنّ هذا الجيل لم يذق طعم الهزائم،ولم يتجرع الخوف والهروب من العدو.
هؤلاء …هم جيل الحجارة والمقلاع والصدور العارية.
هؤلاء… هم أشقاء فارس عودة ومحمد الدُّرة… وغيرهم الكثير من الشهداء والأبطال.
هؤلاء … هم أحفاد عز الدين القسّام وأحمد ياسين وأبو علي مصطفى…وغيرهم من الرجال الذين رسموا بدمائهم طريق النصر والشهادة،وخطّوا بأناملهم دروب الحريّة.
هذا هو الشٌعب الذي لا يُقهر،شّعب الجبارين…!!!
الأب يبدو مبتسماً، فأحد أبنائه لحق بشقيقه شهيداً ،والأم تزعرد فرحة بأن ولدها أو حفيدها لحق بركب الشهداء،
وتسمع ذاك الشاب يتمنى أن يلحق برفاقه الذين سبقوه في نيل الشهادة.
إنَّ ما قام به هؤلاء الشبان في مخيم الرجولة والفداء والتضحية،مخيم جنين ،وقبلهم في غزة العزة،وما يقومون به اليوم من عمليات استشهادية على كل ثرى فلسطين الطهور ،من البحر إلى النهر.
هؤلاء…هم ملح هذه الأمة وديمومتها،لقد قدّموا التضحيات الجِسام ،حتى تنال فلسطين استقلالها التّام وعاصمتها القدس.
رُغم أنف كلّ المطبعين والمهرولين ،خانعي الرؤوس خافضي الجبين…!!!
إنكم وسام شرف لنا يُحفر على الجبين ،ونياشين عزٍّ وفخار تُزرع على صدر هذه الأمة المهزومة،وتيجان سؤدد تُحمل على رؤوس أحرار وشرفاء العالم.
معكم وبكم سيتحقق النصر _ إن شاء الله تعالى _وإلحاق الهزيمة بهذا العدو المتغطرس الجبان.
إنها بداية النهاية لإسرائيل المتهالكة والزائلة – بمشيئة الله – وبهمّة الأبطال الشجعان في فلسطين.
وبعزيمة الأحرار في العالم.
عاشت فلسطين حُرّة أبية،عصية على الصهاينة المغتصبين والمارقين…!!
عاش أحرار الأمة وأحرار العالم…!!
المجد والخلود للشهداء الأبرار…!!

قد يعجبك ايضا