دخلنا مرحلة المفاصلة في القانون!أسامة الرنتيسي

الشعب نيوز:-

دخلت الحوارات في مشروع قانون الجرائم الإلكترونية “مرحلة المفاصلة”، وهذا ما كان متوقعا منذ لحظة تسريب المشروع المباغت.

المشروع الآن في عهدة اللجنة القانونية في مجلس النواب التي تناقشه مع مختصين وفاعليات مختلفة لها علاقة بالقانون، بحضور نيابي واسع وصل – الاحد – إلى نحو 35 نائبا منهم رئيس المجلس.

الجو العام بدأ يأخذ منحى أن العقوبات في المشروع كبيرة وفلكية، وهذا يتم النظر إليه من جانب مالي، مع أن مشروع القانون مرتبط إرتباطا وثيقا بالاصلاح والحريات العامة.

ما دامت الأرقام “فلكية” مثلما قال رئيس المجلس، فالحل المنتظر أن يتم تخفيض قيمة هذه العقوبات، وهذا ما سيحصل في نهاية الأمر، وعندها يكون مجلس النواب قد “فعل نفيلة” بتخفيض قيمة العقوبات لتصل إلى النصف كما هو متوقع.

المعارضون لهذا القانون وهم الانشط حاليا، بحملات واسعة على السوشيال ميديا، ووقفة أمام نقابة الصحافيين، واجتماعات حزبية ومنتديات، وبيانات من أحزاب نشطة في إصدار البيانات، حددوا مطلبهم بوضوح “سحب مشروع القانون”.

المشروع سيطر على الجو العام في البلاد، وأخذ أولوية النقاشات في المواقع كافة، وغطى على جولات الرئيس في الجامعات ودعوة طلبتها للانضمام للأحزاب، ولا ندري لحد الآن كم طالبا توجهوا فورا وسجلوا أعضاء في  الأحزاب بعد “تطمينات” الرئيس وترويجه للمرحلة المقبلة، من دون أن يردد مقولة “أجمل الأيام تلك التي لم نعشها بعد…”.

مشروع قانون الجرائم الإلكترونية مؤشر رئيسي بخط أحمر، على سياسة التراجع عن الإصلاح الجاد، بكل أركانه وعناصره، تحديدا تلك المتعلقة بحياة الناس اليومية، والحريات العامة.

لا أحد  ينكر وجود حالة من الإحباط والقلق تنتاب الجميع، فلا التوجهات الحكومية والأداء العام، ولا الحياة البرلمانية قادرة على أن تصنع تغييرا وتأثيرا يجعلان المواطن مُطَمْئِنا إلى درجة يَشعُر معها أن حياته محمية بطاقات وخبرات تقرأ المستقبل جيدا، وتستطيع تطوير التشريعات.

يترافق ذلك كله مع تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع حدة الفقر، ونسبة البطالة بيـن الشباب، واللامبالاة الرسمية غير المفهومة، حيال معالجة هذه الأوضاع والاستجابة لمتطلبات التطوير والتنمية، والتحرر من أغلال اقتصاد السوق وأدواته الدُّولية.

نظرة بسيطة إلى مستوى الأداء العام في البلاد نكتشف فعلًا أننا اصطدمنا بالحائط، ونسير نحو المجهول، وبات القلق يسيطر على عقول وقلوب الأردنيين، فلِمصلحة من يتم الضغط على أعصاب الأردنيين أكثر وأكثر في ظل أجواء عامة  تبشر  بمزيد من السوداوية.

للمرة المليون؛ لنتعلم درس مجنون رمى حجرا في بئر إحتاج الأمر إلى عشرات الأشخاص لرفعه قبل أن يعكر الماء كثيرا، وهي بكل الأحوال “معكرة من دار أبيها”.

قبل سنوات؛ في لقاء لأحد صنّاع القرار في الحلقة الضيّقة في البلاد، مع نخبة من الصحافيين والكتاب، لم يجد تفسيرا لحالة الاستقرار التي نتمتع بها في الأردن، سوى القول في ختام حديثه: “الأردن يسير بحماية الله..”، قلنا له “.. ونعم بالله..”.

لكن هل هذا يكفي، فكل الأمور في البلاد باتجاه الاصطدام بالحائط، إن لم تكن اصطدمت فعلًا.

الدايم الله….

قد يعجبك ايضا