برامج حزبية.. د.سامي علي العموش

396
الشعب نيوز:-

الحديث عن الأحزاب السياسية في الأردن حديث هلامي ما لم يقترن بتجربة حقيقية تمارس على أرض الواقع ويمكن القياس على نتائجها، فحديثنا الآن كمن يزور البحر ولم يسبح ولم يستمتع بمرافقه ثم يقوم بالتحدث عنه فهو حديث يبدو في بعض الجوانب قاصر ولم يستطع الوصول للغاية المنشودة، وهنا أتحدث بمقدمة بسيطة لعلها تكون فاتحة خير للمرحلة القادمة حيث لا بد من إشراك الأحزاب الآن ولو بشكل جزئي في القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتربوي بحيث نعظم دورها في صناعة القرار.
وعلى ذلك فلا بد لهذه الأحزاب من مواجهة الواقع ولا نقصد هنا التشخيص وإنما طرح الحلول لمشاكل كثيرة (كالبطالة، الفقر، العجز المائي وغيرها) بحيث تبدي هذه الأحزاب ما تراه مناسباً وقابلاً للتطبيق ويعطي نتائج إيجابية ومرشده في هذه المرحلة للحكومة للأخذ بها طالما أننا نتحدث عن الرأي والرأي الآخر، وقادم الأيام يتطلب مشاركة فاعلة لهذه الأحزاب ومن هنا تتوسع قاعدتها وثقتها بنفسها واحترام الآخرين لها بما تبرز من حلول وما تطرح من أشخاص ثقات على مستوى المجتمع وتجدر الإشارة إلى أن البدايات قد تكون نوعاً ما صعبة ولكنها ليست مستحيلة، وأن نشعل شمعة خير من أن نلعن الظلام، فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية لا بل إن العصف الذهني ما بين هذه الأحزاب يعمل على بقاء القوي والأقدر والأجدر على الاستمرار في التواجد طالما أن النظرة هي مصلحة الوطن والمواطن وأن نخرج من مفهوم الترهيب والترغيب للقادم إلى الأحزاب بحيث يكون بمقدور أي شخص يتوافق مع توجهات حزب معين العمل معه ومن خلاله ضمن إطار قانوني يعزز المسيرة وقد خرجنا من فكرة اللون الواحد والمسيطر والأكثر قدرة على الانتشار إلى ألوان متعددة مختلفة في التوجهات إلا أنها تتفق على قضية واحدة وهي الوطن واستقراره وأمنه كمعزز ثابت لا يمكن تجاوزه وخصوصاً وأن هذه المرحلة تأتي في منطقة تعصف بها الأمواج من مختلف الاتجاهات والأشكال وحتى ننعم بوطن مستقر تفوح منه كل أشكال المحبة ونبذ الكراهية واحترام الرأي والرأي الآخر وبأن يكون ذلك معززاً لنظرة مؤسسية ثاقبة نحو أردن جديد قادر على إدارة ملفاته والدفاع عنها بقوة واقتدار والتأسيس لمرحلة جديدة يكون فيها النضج السياسي في الاختيار هو الأساس.
وقد يجابه بعض الأحزاب إشكالات معينة وهنا على القائمين عليها الانفتاح والقدرة على الاستماع كما هي القدرة على الرد ضمن أسس واضحة بعيداً عن التهجم والنظرة الفوقية التي إن كانت لن تعمل إلا على إضعاف العمل الحزبي ووضعه في إطار غير مقبول، وهنا لا بد للحكومة من دور نشط في هذه المرحلة في تعزيز ذلك بكل ما أوتيت من قوة لإنجاح ما يريده سيد البلاد فهناك قضايا كثيرة تستطيع بها الحكومة العمل على تعزيز المنظومة الحزبية سواء ضمن الدائرة الإعلامية أو الأكاديمية وعبر تعزيز دور النقابات وإيجاد مساحات عادلة تسمح لها بالمناورة والاستقطاب، وعليه فإن المرحلة القادمة تتطلب الكثير حتى نرى الصناديق الانتخابية تعزز ألوان الطيف السياسي خدمة للأردن بتشكيل ائتلافات لها توجهات مختلفة تعزيزاً للمسيرة الديمقراطية.

قد يعجبك ايضا