“الإخوان” يحتكرون “الحركة الإسلامية”!

571
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

 وزعت جماعة الإخوان المسلمين وذراعُهم الحزبية جبهة العمل الإسلامي دعوة للمشاركة في حملة كسر الحصار على غزة ضمن شركائهم  (نقابة المهندسين ونقابة المحامين ونقابة أطباء الأسنان وحزب العمال وحزب المستقبل والحياة الأردني وحزب الوحدة الشعبية الأردني وحزب الشراكة والانقاذ والجمعية الأردنية لعودة اللاجئين والملتقى الوطني لدعم المقاومة ولجنة العمل الوطني ومقاومة التطبيع /إربد والحركة الإسلامية) السبت بعد صلاة العصر أمام مسجد الشريف الحسين بن علي في العقبة بمشاركة شخصيات وطنية من عمان.

لست ضد النشاط، وها أنا أنشره لهم دعما للجهودهم المقدرة، لكن السؤال من هي الحركة الإسلامية التي تشارك في النشاط وتم إضافة اسمها على بروشور الدعوة.

مثلما لا يحق للحزب الشيوعي الأردني مثلا أن يدّعي احتكار تمثيل التيار اليساري، ولا يحق لحزبي البعث السوري والعراقي احتكار تمثيل التيار القومي، فإنه بالمطلق لا يحق لجماعة الإخوان المسلمين وحزبها جبهة العمل الإسلامي احتكار تمثيل الحركة الإسلامية.

لأن للتيار اليساري  عناوين ومناصرين أوسع من تقليصه في حزب واحد، وكذلك الحال في التيار القومي، والأكثر شمولا في الحركة الإسلامية.

 فعندما تدّعي جماعة الإخوان المسلمين تمثيل الحركة الإسلامية، فإنهم بهذا يلغون الأحزاب الأخرى كلها ، التي تعتنق الفكر الإسلامي في طروحاتها وبرامجها.

 أليس حزب الائتلاف الوطني الذي تأسس باندماج حزبي الشورى وزمزم حزبا إسلاميا وجزءا من الحركة الإسلامية؟ أليس حزب التحرير المحذور، جزءا من الحركة الإسلامية أليست التيارات السلفية بكل توجهاتها جزءا من الحركة الإسلامية أيضا؟

 الخلاف بين أحزاب الهُوية الواحدة، لا يعني أن يُسمح لأي حزب، كبيرا كان أم صغير العدد، أن يقوم بإقصاء الأحزاب الأخرى، فالجميع جزء من التيار العريض، إنْ كان يساريا أو قوميا أو إسلاميا.

 في قمة الحيادية والتوازن ما يطرحه ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية، في بياناته السياسية، و شعاراته المرفوعة في المسيرات، فالأحزاب الستة المتآلفة ترفع شعارا يمثل الائتلاف، ولا تزعم أنها تمثل التيارين اليساري والقومي، على عكس ما يفعله  الإخوان المسلمون وحزبهم جبهة العمل، ففي كل بياناتهم وشعاراتهم وخطاباتهم، وحتى إعلاناتهم، يحتكرون تسمية “الحركة الإسلامية في الأردن” وكأنهم ممثلون للأحزاب والحركات الإسلامية الأخرى جميعها.

هذا السلوك ليس منزوعا عن طريقة تفكير جماعة الإخوان، وهي طريقة الإقصاء، واحتكار التمثيل، وهي تغمض الطرف فرحة عندما تخطئ وسائل الإعلام بمجملها، وتساعد جماعة الإخوان في تنفيذ هذا الاحتكار، لهذا أجدها مكانا لتصويب هذا الخطأ، وأدعو  الزملاء في وسائل الإعلام والصحافة جميعهم أن يسموا الأشياء بمسمياتها، وألا ينجروا وراء التسمية التي تحبذها جماعة الإخوان المسلمين.

 نختلف مع جماعة الإخوان المسلمين في توجهاتهم، أو نتفق، فإن الخلاف معهم سياسي، وأيدولوجي، لكنه ليس خلافًا مع مفهوم الحركة الإسلامية، ومهما كان حجم الخلاف فإنه لا يعادل جزءا بسيطا من الخلاف بين أبناء الحركة الإسلامية ذاتها، فلم يحتمل التيار السلفي الجهادي يوما ما، معلومة أطلقها أحد قادة الإخوان عبر فضائية “رؤيا” فردَّ عليه، بجملة لا أستطيع أنا الذي يختلف مع توجهات الإخوان أن أطلقها في وجههم، وقال له ” عيب .. عيب .. عيب ودت الزانية لو أن النساء كلهن زوانٍ”.

الدايم الله….

قد يعجبك ايضا