وأين إيران مما يجري في غزة ؟!

الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

 

 إذا كان تساؤل الصديق الدكتور ذوقان عبيدات بخجل في مقالته الأخيرة..أين حزب الله مما يجري في غزة ؟! ، فإن السؤال الأكثر وضوحا وإلحاحا… أين إيران وكيل المقاومة والممانعة في المنطقة العربية؟!

ما يقع في غزة في هذه الأيام والساعات، لم يحدث في القصف النووي على هيروشيما وناجازاكي الذي  شنته الولايات المتحدة ضد الإمبراطورية اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945.

لم يبق في غزة حجرٌ أو حبةُ رملٍ إلا وتلقى من العدو الصهيوني قنبلة أو رذاذ تفجير، إبادة جماعية حقيقية أمام أعين الجميع، وبعضها على الهواء مباشرة، غير مئات الفيديوهات القاتلة التي تخرج برغم صعوبة الأوضاع.

آخر إبداعات الصهاينة في الإجرام، توجيه إنذار إلى المستشفيات كي تخلي من فيها، هل رأيتم إجراما أكثر من ذلك، وماذا تنتظرون أبعد من ذلك؟!

أمام كل هذا ماذا تنتظر إيران وأنصارها في لبنان وسورية والعراق واليمن التي تحتل طهران عواصمها وقرارها السياسي والعسكري.؟!

عشرات المرات أطلق زعماء إيران تهديدات بمسح الكيان الصهيوني صنيع الاستعمار البريطاني عن الخريطة، بعضها حدد 7 دقائق ونصف الدقيقة ويكون الكيان الصهيوني ممسوحا.

قبل يومين، أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان “أن فتح “جبهة جديدة” ضد “إسرائيل” في الشرق الأوسط يعتمد على “تصرفات” الدولة العبرية في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف مكثف.

هل ممكن أن تخرج تصرفات الدولة العبرية أكثر مما تفعله الآن في غزة كي تفتح إيران أو من ينوب عنها جبهة جديدة؟!

هل تتنظر إيران اجتياحا بريا لقطاع غزة من قبل جيش الاحتلال الصهيوني حتى يكون تصرفها غير ما تتوقعه طهران؟!

وهل مسح قطاع غزة وتحويله إلى ركام بعد أن تم تدمير مدن ومناطق وأحياء كثيرة منه وتهجير سكانه إلى سيناء يكون عند ذلك تصرفا غير طبيعي يدفع إيران لفتح جبهة جديدة؟!.

كم ستنتظر إيران والعالم من الوقت أيضا على جرائم الكيان الصهيوني التي باتت غير موصوفة وتتناقض مع كل القوانين الدولية والإنسانية وإجرام الحروب؟.

لا أحد ينكر الدعم اللامحدود الذي تلقته وتتلقاه المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس والجهاد من قبل إيران، ولا أحد ينكر البصمة الإيرانية في العملية البطولية “طوفان الأقصى” في تعزيز وتطوير الأسلحة التي شاركت في العملية، لكن هل هذا يعني أن يترك الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أولا وحماس ثانيا  لحتفهما أمام بشاعة ممارسات الاحتلال ولا يكون لإيران موقف حاسم مما يجري؟!

نقول أين إيران ولا نقول أين العرب ولا أين الأنظمة العربية، فلا أحد يقاتل الصهاينة والشيطان الأكبر أميركا في خطابها الإعلامي أكثر من إيران وأذرعها المقاتلة في لبنان وسورية وغيرهما، فهل تتخلى إيران عن حلفائها أو للدقة أذرعها أمام هذه الدموية غير المسبوقة التي تقع في غزة.

لن يرحم التأريخ كل من يقف صامتا أمام ما يحدث في غزة ضد شعبها الصابر المرابط، ولن تبقى مصداقية لمحور المقاومة والممانعة ووحدة الساحات إن تركت غزة لوحدها أمام هذا العنف الذي لا يوصف من الدمار والإبادة والتجويع والموت البطيء.

الدايم الله…

قد يعجبك ايضا