رسائل عاجلة في محيط قلق..سعيد ذياب سليم
الشعب نيوز:-
لم تنقطع الرسائل من غزة منذ بداية الطوفان، رسائل عديدة نادى بها الأبرياء، غزيرة بغزارة دمائهم المسفوحة ، حارة كدموع الأمهات اللاتي يبحثن عن أبنائهن تحت الردم، عالية الصوت كعويلهن.
ولم ينقطع الرقص أيضا بل إن صالات للرقص وحفلات للترفيه أقيمت تسمع فيها المعازف وترى فيها الشاب العربي يتمايل بنعومة تهتز عليه دشداشته الحريرية البيضاء ويزهو به شماغه الأحمر وعقاله الذي كان رمزا للشرف و الرجولة فيا ليته يرقص حاملا سيفا حتى و لو كان خشبيا.
أتراه يرقص ألما متماهيا فيما قيل:
لا تحسبوا رقصي بينكم طربا
فالطير يرقص مذبوحا من الألم
رسائل تعلن نبأ الوفيات التي لا تنقطع، وفيات جماعية تستشهد فيها أسرٌ الأب و الأم و الأبناء.
رسائل تعلن نفاد الوقود، الذي يهدد نفاده حياة المرضى في وحدات العناية المركزة، و الأطفال في حاضناتهم بل إن ما نجى من القصف من سيارات الإسعاف و الدفاع المدني قد توقف في عرض الشارع ولم يعد في الخدمة.
وعن نفاد الأدوية و الغيار و مستلزمات العمليات الجراحية وحاجتهم للدم بأنواعه .
ثم ترى من يرقص بطريقة دبلوماسية يحاكي فيه اهتزاز الوسط و البطن و الأرداف ويعلن بكل وقاحة عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها أمام اعتداء حماس الإرهابية.
لكن رسائل أردنية ظهرت في سماء المعركة فيها من التحدي والبذل و المناورة والمجازفة العسكرية ما فيها عندما أسقطت طائرة من طائرات سلاح الجو الملكي أطنانا من المواد الطبية قرب المستشفى الميداني الأردني في القطاع بتوصية من جلالة الملك جعلتنا على قاب قوسين أو أدنى من المعركة.
لك الله يا غزة! من يجيب النداء ؟ و العالم بقضه و قضيضه في سباق لكسب ود “سالومي” التي لن ترضى بغير رأس “يحيى” النبي! من للأطفال ؟ من يدفع عنهم برد الخوف وينفض عنهم سخام الفقد ؟
هل مازالت تحيا بينهم مصطلحات الأسرة و بيت العائلة و غداء يوم الجمعة وهل مازالت لهم صلة بالحياة ؟
قُصفت المستشفيات و نزف القنديل حتى احترقت ذبالته و أرسل الأطباء رسالتهم الأخيرة وهم يحملون أطفال الخداج بأحضانهم و يدلكون صدورهم في محاولة يدفعون بها عنهم الموت !
ماذا بعد مجمع مستشفى الشفاء؟ هل سيعلن نتنياهو انتصاره على أطفال الخداج و قد اغتصب منهم حقهم بالحياة و يرقص كالشيطان بين دخان قنابله؟
محيط قلق يزداد مع كل رسالة توتره وتغرق الإنسانية في العار أكثر في الوقت الذي نأمل أن يخرج مجلس القمم برسائل شافية.