عالم ح ق ي ر.. لِمَ يقتلون الصحافيين!!
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي
لو (وهي بطلت تفتح عمل الشيطان) أن العالم حاكم وحاسب قادة الكيان المحتل عندما أصدر أوامره لِجنودِه ومُرتَزِقَتِه بإطلاق النار مباشرة أمام نظر الملايين وسمعِهم على الصحافية والإعلامية الفلسطينية المقدسية المولد الحاملة للجنسية الأميركية اليرموكية التعليم والدراسة الشهيدة شيرين أبو عاقلة لما تجرأ هذا الاحتلال البغيض على ارتكاب كل هذه الجرائم ضد الصحافة والصحافيين.
نحو 70 صحافيا وصحافية، إعلاميا وإعلامية فلسطينيين ولبنانيين قتلتهم آلة البطش العدوانية منذ بدء العدوان المسعور على قطاع غزة، هذا غير أهاليهم وعائلاتهم، بعضهم غادروا هذه الدنيا عائلات بأكملها..
تكفي “معلش” وائل الدحدوح عندما حمل حفيدته الشهيدة وأمامه ابنه محمدا ممددا شهيدا، بحيث حرقت قلوب البشر والحجر، على قوة وصبر الإنسان الفلسطيني، والإعلامي على وجه التحديد.
يا الله ما أبشع هذا الاحتلال، وما أقذر هذا العالم الصامت على هذه الجرائم، التي جذْرها الرئيس، فقؤ عين الحقيقة، وقتل الشهود.
صحيح أن قادة المستعمرة الصهيونية لم يعد يعنيهم أبدا فكرة محاسبتهم ومحاكمتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية ولا أمام القانون الدولي، فكل هذا في الجيب الأميركي.
في هذا العدوان المسعور، أبدع الإعلاميون والصحافيون في نقل الحقائق والجرائم التي يرتكبها الاحتلال البغيض، وهم دائما في عين العاصفة، وجميعهم مشروعات شهداء، ومع هذا لم يرتجف منهم أحدٌ، ولم يتراجع عن أداء دوره المهني والوطني والإنساني.
للعلم؛ نحن لا نشاهد إلا جزءا بسيطا مما يُرْتَكَبُ من جرائم بشعة في غزة، وما تلتقطه أعين وعدسات الصحافيين والإعلاميين، والكارثة في غزة أكبر بكثير مما يتم تصويره وبثه للعالم، فهنالك آلاف الشهداء لا يزالون تحت الركام والأنقاض لم تصل أيدي المسعفين ولا عدسات المصورين لهم، وستَكشِف الأيام المقبلة عن حجم الكارثة الحقيقية في قطاع غزة.
جماعة حماس أكثر من آمن بقوة الإعلام والصورة، ولهذا فهم في عز الاشتباكات يعملون على توثيق اللحظة حتى لو كان في الأمر خطورة لا تقل عن خطورة الاشتباك، كي ينقلوا بمهنية ومصداقية كل كلمة وموقف يعلنوه، وهذا ما يجعل المتابع يصدق كل فعل يعلنون عنه.
يكفي الاختراع العظيم الذي يوقف العالم على رؤوس أصابعه عندما يخرج لهم، الرمز أبو عبيدة، ليس ناطقا إعلاميا وسياسيا لحماس فقط، بل هو نبض الناس ونبض المقاومة، ونبض الإنسانية جمعاء.
إعتراف متأخر؛ كنت (بتواضع شديد) إلى ما قبل ملحمة 7 أكتوبر أنظر إلى جماعة حماس مجموعة دراويش مشايخ، حملة أباريق مثلما يقول دائما رفيقنا أبو فرحان، لكن أثبتت الأحداث والأيام أنهم عباقرة في كل شيء، في التنظيم والإعلام والاستراتيجيات وحرب النفس، وأبطال في المواجهات التي تكاد لا يصدقها عقل بشري طبيعي، لأن ما يفعلوه من بطولات قد تكون خارج المألوف والروايات التي سمعنا عنها كثيرا.
فعلا؛ عالم ق ذ ر و ح ق ي ر، سقطت فيه القيم الاخلاقية بعد مواجهة بين العدل وبشاعة الاحتلال، وسقطت شعارات الغرب (سلطة وليس شعوبا). ومثلما قالها يوما الشاعر الكبير مظفر النواب…أروني موقفا أكثر بذاءه مما نحن فيه….
الدايم الله….