الارتقاء

55٬463
الشعب نيوز:-

بقلم : نرمين الحوطي

الرقي والراقي والمرتقي جميعها اشتقاقات من جذر لغوي واحد وتصب بمعناها فيما تعنيه كلمة واحدة هي «الارتقاء» والتي يتمثل أحد أهم معانيها في «التربية الصحيحة والسليمة التي تبنى على ثقافة الارتقاء»، فذلك هو المرتقي والرقي وهذا المعنى الذي ينسب لكل راق.
سطور مقالنا اليوم تسلط الضوء على السلوك الإنساني والتربوي والثقافي الذي أصبح البعض يفتقده في سلوكياته في هذا العصر للأسف الشديد! فما هو الارتقاء؟ وكيف نرتقي بأنفسنا؟
في البدء لابد أن نتفق على أن الارتقاء ينبع من النفس، فكيف يكون الارتقاء بالنفس؟ يمكن تحقيق ذلك عن طريق الابتعاد عن كل ما يعيب سواء بالتفكير أو الفعل أو الكلام، فعندما تهذب النفس وترتقي بكلماتك وتبتعد عن سوء الظن في تفكيرك وتثقف لغتك، هنا سوف تكون بدأت تتخذ خطواتك نحو الدخول إلى عالم الارتقاء حتى تكون ضمن دائرة المرتقين.
هي ليست بمعادلة صعبة على الإطلاق، لأنك عندما تقوم بالرجوع إلى نفسك وتعمل على صفاء ذهنك سوف تجد أن كل ما قرأته وتعلمته من كتاب الله العزيز ينادي بتهذيب النفس واختيار الكلمات في الحديث والحث على انتقاء الأجمل من الكلمات حين الحديث مع الآخرين، حيث من يؤمن بالله واليوم الآخر ينبغي إما أن يقول خيرا وإما يسكت.
كذلك فقد غرس ديننا الحنيف الكثير من السلوكيات الحميدة في نفوسنا، بل تجد أن أغلب مظاهر عاداتنا وتقاليدنا نبعت من هذا الدين العظيم، بل سوف تجد أنها تحث على الارتقاء وتهذيب النفس والابتعاد عن سوء الظن والتمسك بحسن التفكير والتصرف.
وهنا أقول لـ «بعض» النفوس والعقول: تأملوا وأعيدوا التفكير بما قرأتم من آيات كتاب الله عز وجل لترتقوا بالنفس وتثقفوا الفكر وتنتقوا الكلمات في الحوار.
مسك الختام: يقول الله في كتابه العزيز: (وإنك لعلى خلق عظيم – آية 4 من سورة القلم).

[email protected]

قد يعجبك ايضا