50 عاماً على اليوم العالمي للغة العربية.. أمجاد على حافة التاريخ!
الشعب نيوز:-
محمد جابر
في مثل هذا اليوم من العام 1973، إتخذت الأمم المتحدة قرارها التاريخي بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة، ومنذ ذلك اليوم أصبح 18 كانون الأول اليوم العالمي للغة العربية.
تتميز اللغة العربية بأشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، وهي قدمت إلى تاريخ البشرية العديد من الأعمال الشعرية والنثرية وفي العلوم والفنون المختلفة عبر التاريخ.
تشتهر اللغة العربية بأنّها ركن من أركان التنوع الثقافي للبشرية، فضلاً عن أنها من أكثر اللغات استخداماً على نطاق واسع في العالم، إذ يتحدّث بها ما يزيد عن 290 مليون نسمة من مختلف أنحاء العالم، لذا يعدّ اليوم العالميّ للغة العربيّة فرصةً للاحتفال من أجل التنويه بالمساهمات العظيمة التي قدّمتها للحضارة البشرية.
وفي اليوم العالمي لهذه اللغة، في سنته الـ50، يُطرح الكثير من الأسئلة حول ما تعيشه اللغة في عالم اليوم، في ظل التطور التكنولوجي والتقني والذي جعل من اللغة الإنكليزية هي الأولى، وهي لغة الكومبيوتر، وفي ظل التطور الذي تشهده الصين والذي سيجعل من اللغة الصينية أساسية في هذا العالم المتحرك.
ومما لا شك فيه، أنه لا يمكن فصل تطور اللغة العربية عن السياق السابق لها، فهي أنجبت العديد من الشعراء والكتاب الكبار، من خليل بن أحمد الفراهيدي وتلميذه الأخفش، وسيبويه الذي وضع القواعد الأساسيىة للغة، وحتى يومنا هذا.. مر على اللغة العربية الكثير من الشخصيات التي تركت أثراً فكرياً وأدبياً وإنسانياً.
بين العرب واللغة العربية، ثمة فارقاً كبيراً، فالعرب يعيشون اليوم أزمات كثيرة، وما زالوا في مرحلة البحث عن مكان لهم بين العالم، أما اللغة العربية فقفزت قفزة قوية وحلقت عالياً في دنيا التطور بحيث باتت لا تشبه حال العرب.
يقول الكاتب الفرنسي إرنست رينان: “اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة”، فاللغة العربية والتي سميت لغة الضاد، تحولت وبسرعة قياسية إلى لغة توازي الإنكليزية والفرنسية، وقد تكون الجمل الشعرية ومحاكاتها للواقع الإنساني سبباً لذلك.
بين الضمة والفتحة والكسرة، تعيش اللغة العربية مرحلة السكون، وفي يومها العالمي الـ 50، ستبقى لغة الضاد تتربع على عرش اللغات، منذ أبجد هوز.. وحتى يومنا هذا.