ممدوح العبادي: “طوفان الأقصى” ضيق الخناق على “خواجات الأردن”

5٬819
الشعب نيوز:-

قال الوزير الأسبق الدكتور ممدوح العبادي ان الموقف الرسمي المشرف والمتقدم للقيادة الأردنية تفاعل إيجابيا إزاءالعدوان على غزة مع “توق الشعب” الأردني لإظهار أقصى طاقة “تضامن” مع الشقيق الفلسطيني خصوصا وان “نتائج الثأر والإنتقام” الصهيوني أنتجت وعيا جديدا ليس من الصنف الذي يمكن لأهلنا في الأردن نسيانه أو تجاهله او حتى تجاوزه لعقود.

وذكر العبادي خلال محاضرة في منتدي السياسات الأردني ان “تصدر الموقف الرسمي” وتأطيره بجملة”إعلامية وشعبية” مرصودة وباخرى “تمثل النخب والطبقة السياسية” ولاحقا بالدعم المالي عبر”المستشفيات الميدانية” والإغاثة ..كان من العلامات الفارقة في “مسلسل التداعيات”.

وبين ان”طبقة الخواجات” إن جازت الإستعارة وسط النخب الرسمية وبعد سنوات من فقدانها للحاضنة الشعبية قد تتأثر اليوم وتفقد الدعم في الحاضنة الرسمية للقرار وهنا نتحدث عن تلك الطبقة المرتبطة بإجتهادات تستند على “التكيف فقط” ليس مع القرار المركزي الرسمي او الثوابت او الوقائع الجديدة بل التكيف مع “العدو وأطماعه ومشاريعه” بما في ذلك من ترديد ببغاوي لمقولة “السلام” وفلسفات التطبيع الأمريكية والغربية.

وتابع: “لأ أريد التوسع في هذا المحور بين”التداعيات” الأن وما نكتفي بقوله هوان هؤلاء “الخواجات” مستقرون الأن بعد طوفان الأقصى في”زاوية ضيقة” جدا من المناورة لا يصلح معها القول بسياسة “تدوير وإعادة تدوير الزوايا” ..تلك مدرسة في السياسة والدبلوماسية نقدر بانها “دفنت وشبعت موتا” الأن، لذلك لزاما علينا أن ننتبه لأن “المجموع الشعبي” الأردني من العقبة حتى الرمثا بدأ يفكر الأن ويطرح التساءلات التي لابد من “الإجابة “عليها بصيغة أو بأخرى فميناء العقبة أهم من “حيفا ويافا”ومصالح “إستقلالية القرار الإقتصادي” من مغذيات “تحصين الجبهة الداخلية” وشعار الأردن أولا قد يعني بوضوح “النأي بالذات الوطنية” بعد الأن عن “شبكة التضليل الإسرائيلية والأمريكية” كما دلل مؤخرا على ضرورة “مراجعة” ليس إتفاقيات التطبيع فقط بل “كل المنهجية برمتها”.

وقال ان وسبب ذلك بسيط ويخلو من الفلسفة فمباديء حزب الليكود الحاكم التي إنتخب على أساسها بالنص تعتبر شرق الأردن جزء من إسرائيل الكبرى وسياسات شخصيات بلطجية مثل بن غفير وسيمورتيتش في الممارسة تقول وقالت ذلك يوميا وبكل اللهجات وآخر ما وصلنا من العلم البلطجي الثالث ليبرمان الذي يطالب بالإستعداد ل”حرب ضد الأردن”.

وتحدث: قد ييلغني أحدكم قائلا”نحن بلد صغير ومحدود الإمكانات” وردي عليه بسرعة” هل غزة أكبر من الأردن؟”..غزة أصغر جغرافيا بكثير وإمكاناتها “معدومة” وتفعل بالعدو وفينا ما فعلته بالطوفان.

وزاد: “كبرت غزة” وأصبحت عملاقة لأنها حرمت نتنياهو وجيشه المجرم ل73 يوما من تحقيق أي هدف فلا قضى جيشهم على حماس والمقاومة ولاوصل للأنفاق ولا أعاد أسير واحد حيا وهنا نعيد تذكيركم بان الأردن أقوى من القطاع المقاوم بكل المعايير فلنترك حكاية”تصغير أكتافنا” وفلسفات”تبرير العجز”.

وبين انه للأسف من يراقب شاشات وفضائيات بعض دول الخليج العربي يستنتج فورا بأن على الأردن إعادة النظر بطبيعة علاقاته وشراكاته مع بعض الدول العربية وتحديدا الخليجية فبعض تلك العلاقات اصبح “عبئا” يؤسس القيود على مصالح وحركة المملكةخصوصا مع الدول التي تقول اليوم بكل اللغات بانها “أقرب إلى إسرائيل”، والحاجة ملحة ايضا لمراجعة وإعادة النظر بشبكة العلاقات مع دول المحور الغربي بما في ذلك الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية فالأعتماد على هؤلاء اليوم “غباء سياسي ” أثاره “سامة وضارة” ولسببين على الأرجح هما “وفاة وغيبوية المعيار الأخلاقي” وتصرفهم “معنا” كيهود أكثر من اليهود وللتذكير الرئيس بايدن قال عن نفسه “أنا صهيوني”.

وتحدث: ومن جهتنا لابد من التيقن بأن إسرائيل هي العدو الأول والأخيروالأزلي، وبأن خط الدفاع المتقدم عن الأردن اليوم هي المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس ومعها لبنان وسورية ومحور المقاومة ولابد بكل حال من فتح صفحة جديدة مع إيران وتنويع العلاقات الإقليمية وخصوصا مع روسيا والصين.

وعرج على يوم “7 اكتوبر” انه كان بكل ما تعنيه الكلمة طوفانا حقيقيا بمعنى أنه”أطاح بمسلمات” وبدل في “قواعد” وكشف الجذور أو بعضها وساهم في تعرية المشهد برمته خصوصا في جزئية حقائق ووقاع الصراع مع العدو المجرم.

وتكلم: “لأول مرة في تاريخ صراعنا مع العدو ينفذ نفر من أولادنا”عملية عسكرية إبداعية” تضمنت القتل والأسر والإقتحام وتحصيل وثائق وتدمير معسكرات وإحتلال مستوطنات وفي أرض فلسطين التاريخية عام 1948 .

وأوضح: سؤال اليوم سرعان ما سيخطر في ذهنكم جميعا: كيف ستنتهي هذه المواجهة؟.
شخصيا أزعم بأن إجتماعا ثلاثيا اليوم يضم القائد السنوار وبايدن ونتنياهو لو عقد إفتراضا لما إستطاع الإجابة على هذاالسؤال الأن فواحدة من أبرز فضائل “7أكتوبر” أنها خلطت حرفيا أوراق جميع الأطراف في الإقليم والعالم ولأن الشعب الفلسطيني “ضحية” أساسا قد يكون الطرف الأقل تضررا – مع حجم التضحية والدماء- من خلط الأوراق.

أخيرا وبالختام: قناعتي يقينية بان أحفادي شخصيا هم هدف العدو وأحفادكم جميعا ويتوجب ان نفعل ما ينبغي فعله قبل فوات الأوان قبل تحول الأحفاد إلى “مهجرين” في وطنهم غدا مثل أهل اللد والرملة.

قد يعجبك ايضا