كيف ولماذا عاقب الشعب الأردني “سلسلة مخابز” بعدما هاجم أحد مالكيها “حماس”؟.. “لا تسامح” مع كل من يعارض “المقاومة”
الشعب نيوز:-
لا أحد من المتسوقين والمواطنين الأردنيين يريد أن يتورط بشراء كعك أو خبز أو بعض الحلويات من مخبز مشهور في العاصمة عمان ويمتلك عدة فروع بعدما “انتقد وهاجم” أحد كبار مالكي ذلك المخبز ، قادة المقاومة الفلسطينية وتحديدا في حركة حماس خلال معركة الطوفان.
تلك غدت قناعة راسخة في ذهن الأردنيين تؤكدها الأوساط التجارية التي راقبت انخفاضا حادا للغاية في “مبيعات” المخبز الشعبي الشهير بعد “مداخلة صوتية” تسربت لأحد مالكي المخبز توجه نقدا من “زاوية دينية” فيما يبدو لقيادة المقاومة باعتبار المعركة التي تخوضها عبثية وتخدم الأجندة “الفارسية”.
ما حصل مع سلسلة مخابز في العاصمة الأردنية تحمل اسم قرية (….) الفلسطينية قصة تحكى وتروى وفيها الكثير من الاستخلاصات، حيث هبطت المبيعات في تلك السلسلة المشهورة إلى نحو “90%” لمجرد أن التقطت مجسات التضامن الشعبي مع المقاومة ثم روجت “تسجيلا صوتيا” لشخص قيل إنه صاحب تلك المخابز.
طبعا لم يدقق جميع من “هاجموا” الشريط الصوتي ولا الشركة التي تدير تلك المخابز في صدقية الشريط الصوتي لكن صاحب الشريط ظهر على المنابر الإلكترونية مقدما توضيحا للملابسات بعد حملة شعبية عارمة أدت إلى مقاطعة مبيعات تلك المخابز، الأمر الذي حصل بدون اعتذار مباشر وأثبت صدقية التسريب والرواية.
الحيثيات التي دققت فيها “القدس العربي” تشير إلى أن من هاجم حركة حماس والمقاومة في غزة رجل في الثمانين من عمره ومحسوب على التيار السلفي دينيا وسرعان ما اصطاده المواطنون في عبارات نقدية وحادة تتهم المقاومة فدفعت سلسلة المخابز، التي لا يمتلكها لكن بعض أبنائه أصحاب ملكية أسهم كبيرة فيها، الثمن.
قاطع الأردنيون بكثافة منتجات الخبز والكعك من تلك المخابز فقط لأن “أحد مالكيها ” قالت إدارة المخابز أنه ليس جزءا من إدارتها ، تجرأ على التنديد بالمقاومة الفلسطينية في سلوك مكرر يظهر ارتفاع منسوب “الحساسية المفرطة” عند الأردنيين هذه الأيام تجاه كل من ينتقد المقاومة، بعدما تسربت مضامين مكالمة هاتفية مفترضة “قيل انها لصاحب نفس المخبز” ينتقد فيها قيادات الحركة الإسلامية للمقاومة “حماس” ويعتبر المقاومة في قطاع غزة ورطة وعبثية.
بالمقابل لا أحد يستطيع التحقق والتدقيق في شريط صوتي تم تداوله بصورة عنيفة وسط منابر إلكترونية للأردنيين.
نطاق الحساسية في الأردن مفرط تجاه أي صاحب مصلحة تجارية يمكنه أن ينتقد المقاومة الفلسطينية وبسبب هذه الحساسية تربع الشعب الأردني عموما على الصدارة وكان في المرتبة الأولى في برامج مقاطعات السلع والخدمات التي تدار عبر وكالات تملكها أو تعود ملكيتها في العلامة التجارية فقط لمؤسسات وشركات دولية تدعم الاحتلال الإسرائيلي.
الواضح أن بعض العناد وبعض التجاهل هو الذي انتهى بوضع قائمة سوداء تضم سلسلة المخابز التي تعتبر من أكثر المخابز شهرة في العاصمة الأردنية تحت بند المقاطعة.
بالتالي برزت مقولة أن الشعب الأردني “يعاقب” فورا وعفويا وحتى بدون تنظيم كل من تفوح رائحة انتقاد المقاومة مرحليا منه، وسبق أن شمل المصالح التجارية.
والأردن في إطار الحساسية الاجتماعية النامية تصدر كل برنامج المقاطعة للسلع والمنتجات المشتبه في أنها تدعم الاحتلال الإسرائيلي أو لا تدعم المقاومة.
وذلك بالرغم من كل ما يقوله الخبراء ورموز القطاع التجاري عن ضرورة التدقيق وتجنب الشبهات والمنافسات في هذا السياق قبل التورط بمقاطعة منتجات أو سلع أو مطاعم خلافا لأن الشعب الأردني تصدر قائمة الشعوب التي التزمت بالإضراب الشهير والذي اقترحته ناشطة تقيم في إسطنبول عبر منصات التواصل.
نقابة الصحافيين الأردنيين قررت قبل يومين عقوبة بحق فنان الكاريكاتير الرسام الشهير عماد حجاج بتجميد عضويته في النقابة لمدة عامين بعد شكوى تقدم بها زملاء له فسروا إحدى رسوماته باعتبارها مساواة ما بين الضحية والجلاد في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ورغم أن الفنان حجاج اعتذر علنا ومرتين على الأقل عن تلك الرسمة وشرح أنها لم تكن مخصصة للنشر وأسيء فهمها إلا أن نقابة الصحافيين عقدت مجلسا تأديبيا وانتهت الأمور بعقوبة تجميد عضوية حجاج لمدة عامين.
وسبق لأصوات ناقدة ومعارضة ومؤيدة للمقاومة أن اقترحت تشميسا عشائريا على الأقل لستة سماسرة وتجار خضار تم الكشف عن أنهم لا يزالون يتاجرون بتصدير الخضار والفواكه من منطقة الأغوار لمؤسسات إسرائيلية.
وتم نشر أسماء التجار والسماسرة الستة وتوجيه خطابات لعشائرهم الشرقية والغربية لنبذهم وتشميسهم علما بأن كمية البضاعة التي تم توريدها بعد 7 أكتوبر عبر هؤلاء الستة أضخم بكثير مما تعتقد اللجان المناصرة للمقاومة وقد وصلت حسب بعض المعلومات وخصوصا من مادتي البندورة والخيار إلى أكثر من 15000 طن.
القدس العربي – لندن