سلامة يكتب: تاجر البندقية .. تاجر غزة!
الشعب نيوز:-
لعل استرجاع الحوار الذي خلده شكسبير بين القاضي الشاب (ليس مهما ان كان سيدة متنكرة ام رجل) وبين التاجر اليهودي القاسي قلبه (تاجر البندقية) اضحى اكثر من ضرورة الان في لحظات (ماراثون) مفاوضات الدوحة/ القاهرة لايجاد صيغة تجعل (تاجر غزة / نتنياهو) يوافق على صيغة الهدنة!!
فذات الروح، وذات العقلية، وذات الدوافع لم تزل متوافرة بين (تاجر البندقية) و(تاجر غزة)
إن قصة التاجر (المتوسطي) الذي وقع تحت حاجة يهودي مرابي ماكر بأن وقعه على التنازل عن رطل من لحمه حال عجزه عن السداد، يصح بل يجب ان يكون المرجعية الذهنية لفهم هذا (الساذج اليهودي) الذي يظن انه بقادر على التحكم في اللحم الادمي تقطيعا وحرقا من البندقية الى غزة!
لماذا اقول كل ذلك الان؟!
لأن حارس السفارة الاسرائيلي في قلب واشنطن الذي سحب سلاحه في وجه (الامريكي المحترق) على باب سفارته لم يعبأ برائحة الشواء الادمي وإن كان مسيحيا ام بوذيا ام هندوسيا. فقط هو تجرأ أن يقترب من حرم السفارة المقدسة (يهوديا) بجسده المحترق وتلك مؤامرة في نظره لا بد ان تحاصر، ولولا المرأة السوداء التي تعمل في اطفاء حرائق واشنطن وصلت في الوقت المناسب لاطلق اليهودي المتعالي على الامريكي المسيحي النار وهو يحترق من فوهة السلاح الامريكي الذي زود به
ما العلاقة بين تاجر البندقية وتاجر غزة وساحب السلاح الامريكي ضد جسد محترق في قلب عاصمة الرعب القبيح!؟
إن الغرب الاوروبي والامريكي الذي ليس صحيحا انه يتعاطف مع (يهودية الدولة) لله.. يدرك معنى سطوة المال اليهودي منذ شيلوك!!
شيلوك هو اليهودي الحقيقي الذي لا يأبه بنوع اللحم سواء احترق بالاحتجاج في واشنطن او بالجوع في خان يونس او بالذبح البارد في القدس المهم الا يقترب من عالمه احد وهذا الاحد اول الاشتباك معه كان (مسيحيا) عقب حرب الاسترداد الاسبنيولي سنة ١٤٩٢م تلاه
بعد مئات السنين استدارة باتجاه التحالف مع الغرب البريطاني ممثلا بـ (روتشايلد) ثم الامريكي عبر مؤسستي (البنك الدولي ومؤسسة النقد الدولي) ليصير الغرب داعما للشيلوكية الصهيونية في مواجهة (الاسلام الفلسطيني).
إن الاستدارة التي صنعها اليهودي بأناة وتبصر وصبر (عبر الغيتو والمال والموسيقى والطب) في كل اوروبا هي من جعلت الغرب يصبح كله في خدمة مشروع شيلوك الجديد !!
ومهما زكمت رائحة الشواء الامريكي البريء بالاحتجاج على (حبة البوظة المستهترة التي بيد الرئيس الامريكي) وأعلن خلالها عن الهدنة وفي ذلك قمة الاستهتار بمجزرة العصر تحت الكاميرات فإن المؤسسة الامريكية الخاضعة (لـ شيلوك الحفيد / نتنياهو) لن تنقل بندقيتها للكتف الاخر وهذا ما على الذين يخوضون حرب غزة فهمه واستيعابه
انا شخصيا ادري ماذا تعني مذبحة العصر التي انجزت من تحت الكاميرات وكل هذا الفرح او الرضا الذي يبديه البعض في النتائج الرهيبة بايجابيتها على قضية فلسطين بدور وسائل التواصل الاجتماعي وما فضحته من فظاعة وفداحة المجزرة، فإن في ذلك اراء اخرى فهذه المذبحة للفلسطينيين وبثها على كل قنوات الدنيا له هدف واحد يخدم نتنياهو ومخطط اليمين المتصهين المجنون بتطرفه (انهم يريدون زرع باهظية ثمن المواجهة في وجدان كل العرب)
إن الصورة النمطية للمذبحة ليست لخدمة قضية فلسطين، وفي ظني ان ذلك وهما اريد لنا جميعا أن نخضع له. فلو ان هذه الصورة تضر بشيلوك الحفيد لالغي التصوير في غزة كما الغي الخبز والماء والدواء وهو بقادر ان يتحكم في ذلك كما ان كل سيرفرات الدنيا التي تتحكم فيما اطلق عليه اصطلاحا معاصرا (المحتوى) بيد اليهود المتصهينين..
إن التركيز على الذبح المذل والتهجير المتكرر لفلسطين والتجويع الممنهج، وأن يركض الفلسطيني وراء كيس الطحين كلها صورة رعب المراد للعقل العربي ان يحتفظ بها حتى لا يتجاسر احدا على (شيلوك الحفيد لعقود لاحقات)….
كانت اقسى لحظة ينطق القاضي الطلياني بها ضد شيلوك حين ابلغه انك ستغير ديانتك الى المسيحية (لحظتها انهار شيلوك) وطلب ان ينفذ به حكم الاعدام او التهجير، هذا الصهيوني المتعجرف المجنون يحتاج الى عقل بارد لردعه، وحكمة صبورة والحيلولة دون اعطائه فرصة اجراء مجازر تحت كاميراته هو ومحتواه هو..
كيف لا !!؟ روحوا فتشوا ونقبوا في كل وسائل الاتصال الغربي من ادعياء الحياد من ال ب. ب . س حتى ال سي. ن . ن هل ستجدون لحظة من لهب لاحتراق الامريكي النبيل؟!
شيلوك / ونتنياهو / وحارس السفارة الذي يود قتل الامريكي المخترق / ومجزرة غزة من تحت المحتوى الصهيوني قصة تاريخية سينهض ذات يوم شكسبير العربي ليؤرخها برزانة وحكمة، ليس ابشع من الصهيوني حين يصير مقاتلا فالمقاتلة بدون تاريخ للفروسية مهلكة للنفس قبل الخصوم وهذا اليهودي تاريخه كله (وحدة نقد شيلوكية) تطلب اللحم وتعلمت من خطاها الاول فشرعنت الدم واللحم
كي لا تخطئ من جديد