هل أنت مِجهر أم مرآة؟
الشعب نيوز:-
إقبال الأحمد
دون ان نقصد ومن دون نوايا مسبقة، قد نخطئ بين الحين والاخر بحق انفسنا وبحق غيرنا، ولا نعلم لماذا.
غالبا ما يكون التركيز على تفاصيل صغيرة في حياتنا او حياة الاخرين وتضخيمها دون سبب مقنع ولا حتى مبرر، غالبا ما يزعجنا، خاصة اذا ما اعطيناها من الوقت والاهتمام والجهد ما لا تستحقه، ما ينجم عنه في نهاية الامر ازعاج وامتعاض وكدر.
غالبا ما نكون كلنا في غنى عن هذا المجهود النفسي، فلو اننا غضضنا النظر عن هذه التفاصيل واهملناها، لارتخت اعصابنا وزادت مساحة السعادة في قلوبنا.
يقولون «لا تكن كالمجهر الذي يضخم التفاصيل الصغيرة، ويكشف مواطن القبح، بل كن كالمرآة التي تعكس كل ما امامها بحيادية».
كم هو مريح منهج الحيادية، وكم هو صعب بنفس الوقت.
فالحيادية أسلوب تفكير وتفاعل وتعامل مع محيطنا، لا يتقنه إلا الواثق من نفسه، والكبير بداخله، لأنه يعلم جيدا أن تعامله الحيادي مع كل تفاصيل الحياة يغنيه عن اوجاع قد لا يشعر بها المرء حينها، الا انها اجلا او عاجلا ستنخر ضميره وتوجع قلبه.
التدقيق في سلبيات الاخرين او عيوبهم او نقاط ضعفهم ما هو الا هدر لطاقة كان يمكن ان توظف وتوجه لمكان اخر اكثر ايجابية وجمال.
تعودنا في بعض مدن الملاهي وجود لعبة المرايا التي تعكس اشكالنا بصور مخيفة او مضحكة، لانها لا تعكسنا كما نحن، بل مبالغة في الطول او العرض او في تضخيم اجزاء من الوجه والجسد.
وغالبا ما نرفض صورنا هذه، فإما نضحك عليها او نستهزئ بها لانها لا تعكس الصورة الحقيقية.
كذلك هو تضخيمنا لتفاصيل الاخرين القبيحة، الذي غالبا ما يصاحبه نوايا ومواقف.. قد لا يكون هناك ضرورة لها، الامر الذي يؤدي الي توظيفها سلبيا على الصعيد النفسي.
لنكن كالمرايا الصافية التي تعكس صور الاخرين بحيادية، ولا يمنع ابدا ان يكون التركيز على المزايا والصفات الجميلة اكثر من السلبيات.
هكذا يجب ان ننظر للكويت، تضخيم الايجابيات وليس تجاهل السلبيات بل مقارنتها بما تم انجازه وتحقيقه، بكل امل وتفاؤل.