تذكروا الحلال والحرام قبل الصيام

34٬665
الشعب نيوز:-

يوسف الشهاب

من جديد يعود علينا شهر القرآن والصيام بكل بركاته ونفحاته الإيمانية الرفيعة، شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، شهر الصلوات وقراءة القرآن والزكاة والبركات.. كل هذا واكثر في هذا الشهر الفضيل الذي خصه الرحمن سبحانه على سائر الشهور.. فاللهم اجعلنا ممن يصومه إيماناً واحتساباً للمغفرة والثواب والتقرب إليك سبحانك بكل أعمال الخير والصدقات ورحم الله من غادر هذه الدنيا وغاب عن الشهر فاللهم اجعل مثواهم جنات النعيم.

واذا كان هذا الشهر هو شهر الامتناع عن الطعام والشراب، فإنه قبل ذلك شهر طهارة النفوس وتهذيبها وصفاء القلوب من كل ما يعلق بها من حسد وكذب وغيبة ونفاق وقطيعة خصومة ونميمة وأكل الحرام وكراهية الآخرين وعقوق الوالدين وأكل حقوق الناس، وكل ما يغضب الله سبحانه من أعمال تتنافى مع مبادئ الإسلام التي نهانا عنها هذا الدين المبارك الذي أمرنا بكل الفضائل والطاعات وكل سلوك فيه خير واستقامة الإنسان الذي تتقاذفه الهواجس الشيطانية ويسعى لطردها ومحاربتها بثبات القلب وقوة النفس الأمارة بالسوء إلا من رحم ربي.

الصيام احد اركان الاسلام الخمسة التي جاء بها هذا الدين الخالد الى يوم الدين والحساب والتي حمل رسالته سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وبدد به ظلمات الجهل والضلال والكفر والشرك بالواحد الاحد.

قبل أداء فريضة الصيام على الصائم أن يخلِّي نفسه من ديون الآخرين وأن يتذكر أنه ما سرق من مال وأنه ما ظلم أحداً ولا كسب مالاً حراماً ولا ارتكب ما يغضب الرحمن ولا شهد زوراً او خاصم ولم يصالح، وإلا فلا فائدة من الصيام إلا الجوع والعطش.

كل رب أسرة حين يجتمع مع أسرته حول مائدة الإفطار عليه أن يتذكر أن هذا التمر وبقية ما تحويه المائدة من أصناف الطعام العامرة في شهر الخير هو من مال حلال، لا من مال حرام جاء بطريق السرقة او دين لم يرده لصاحبه، والا فإن هذا الانسان لا صيام له لانه انساق وراء اغراءات الحرام وشياطينه، وترك الحلال وفضائله في ساعات الصيام التي تتطلب منه نقاء الروح ونظافة اليد وخشوع القلب ومخافة الخالق بالسر والعلن.

شهر الصيام فرصة كبيرة وعظيمة لمراجعة كل نفس شطت عن طريق الاستقامة فهل يدرك السارق والكاذب والمتكبر والمزوِّر والظالم قيمة وفضائل هذا الشهر. يقول المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم: «ألا ان بالجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب»، أو كما قال عليه الصلاة والسلام، فهل يعي من يعنيهم الأمر ذلك؟.

نغزة

يقول امير المؤمنين علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه: «إذا أردت أن تعرف دين الرجل فلا تنظر الى مقدار صلاته وصيامه بل انظر الى تعامله مع الناس»، قول فيه من البلاغة الكبيرة والشاملة، فالدين المعاملة مع الناس وأما الصلاة والصوم فهما ركنان من أركان الاسلام الخمسة التي يحاسب عليها الإنسان في آخرته.. طال عمرك.

 

 

قد يعجبك ايضا