الأونروا تشحد علينا…
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –
وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لم يبق أمامها إلا أن تشحد علينا.
منذ سنوات وهي تشحد علينا من الدول والجهات الداعمة بعد العجز الكبير الذي يضرب موازنتها كل عام، وبعد التلاعب الأميركي في مصير المنظمة لمزيد من الضغوطات على الفلسطينيين.
الآن؛ آخر مظاهر الشحدة، إعلان على شاشات فضائيات محلية وعربية، يظهر فيه حجم الدمار والمآسي في قطاع غزة نتيجة العدوان الأخير، وما تقوم به الأونروا من جهود لتأمين أبسط متطلبات الحياة للغزيين من مأكل ومشرب وطبابة.
الإعلان يأتي متصادفا مع اليوم العالمي للاجئ الذي احتفل به العالم قبل أيام.
ليست المرة الأولى التي تشحد الأونروا علينا على الهواء مباشرة، فقبل أعوام وتحديدا في شهر رمضان كانت آخر الاختراعات الفضائية، ما يطلبه إعلان على أكثر من شاشة فضائية وفي ساعات الذروة، لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” المدعوم من إحدى شركات الاتصالات الكبرى الذي يطلب “إرسال كلمة امرأة لتساعد لاجئة بتأسيس عملها الخاص”. أو “أرسل كلمة تعليم لتهب لاجئا منحة دراسية”. أو “أرسل كلمة طعام لإطعام أُسرة لاجئة”.. إلخ.
تكلفة الرسالة دولارين فقط. هكذا ينتهي الإعلان الذي تظهر فيه بدقيقة واحدة أحوال اللاجئين في أكثر من مخيم فلسطيني في لبنان، ابتداءً من صور لأنقاض مخيم نهر البارد، وصولا إلى صور من مخيم شاتيلا، ومن بعدها لقطة لفتاة تضيء القنديل وتغني باللغة الإنكليزية “إنها حقا لحياة رائعة”!
الإعلان مؤثر جدا، وصور الأطفال يحتذون “الشحاطات” وتحت المطر، برفقة موسيقى غربية خفيفة نظيفة على السمع “دادادادا….إنها لحياة رائعة رائعة”، سوف تحصل على تعاطف الجميع، لكن أموال هذا الإعلان سوف تعود لوكالة الغوث التي تعاني من أزمة مالية نسمع عنها منذ سنوات، تصل الى التهديد بإيقاف أعمالها في مناطق عديدة، لهذا تتوجه الأونروا إلى العرب لطلب المساعدات بدلا من مطالبة الأمم المتحدة بتمويل مشروعاتها في المخيمات الفلسطينية.
معظم نواحي حياتنا خضعت للمتاجرة والبزنس، أبشع أشكالها المتاجرة الموسمية بأوجاع الناس، خاصة اللاجئين في المخيمات، والمحاصرين بالجوع والقتل والظلم.
يحتاج الفقراء في كل البلدان الفقيرة الى المساعدة، وهذا شيء تدعو إليه الشرائع والرسالات الإنسانية جميعها، لكن لا أحد يقبل أن تتم المتاجرة بأوجاع الناس، وتضخيم المساعدات التي تقدم لهم.
هناك مؤسسات محترمة تقدم المساعدات ولا تتفاخر بها، وهناك جهات تتسابق الى التبرع من أجل إدامة حياة الفقراء، ولا تنتظر منة ولا تقديم شكر، وفي المقابل هناك جهات تصل بها الحال الى وضع صورة المتبرع على علبة الزيت او كيس السكر، عند تقديمها لعباد الله الفقراء.
الدايم الله….