الكاميرات الذكية تدخل الخدمة : هل هي الحل الأمثل لمشاكل السير ؟”للكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجه

117
الشعب نيوز:-

تواجه المدن الحديثة تحديات متزايدة في إدارة حركة السير وضمان سلامة الطرق… مع تزايد عدد المركبات والنمو السكاني السريع، أصبحت الحاجة ملحة لتطوير حلول مبتكرة لتحسين النظام المروري والحد من المخالفات… في هذا السياق، تأتي الكاميرات الذكية كأحد الحلول الرائدة التي تتبناها إدارة السير لضبط الطرق والمخالفات بشكل أكثر فعالية ودقة.

وقد أعلنت إدارة السير مؤخرًا عن خطة طموحة لتوسيع استخدام الكاميرات الذكية على الطرق، وهي خطوة تهدف إلى تعزيز مراقبة حركة السير وتحسين الالتزام بالقوانين المرورية… هذه الكاميرات المتطورة ليست فقط قادرة على رصد المركبات المخالفة في الوقت الفعلي، بل تمتاز أيضًا بقدرتها على التعرف على المخالفات الغيابية، التي تعد من أكثر أنواع المخالفات شيوعًا وأصعبها رصدًا…

تعتمد الكاميرات الذكية على تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي… ويمكن لهذه الكاميرات تحليل حركة المرور بشكل مستمر، والتعرف على المخالفات مثل تجاوز السرعة، وعدم الالتزام بالإشارات المرورية، والتجاوز الخاطئ، وحتى استخدام الهاتف أثناء القيادة… ويتم جمع هذه البيانات وتحليلها في مراكز تحكم متقدمة، مما يسمح للجهات المختصة باتخاذ الإجراءات اللازمة بسرعة ودقة…

تُعتبر المخالفات الغيابية تحديًا كبيرًا للإدارات المرورية، حيث يرتكب السائقون هذه المخالفات دون وجود رقابة مباشرة في الموقع… وتشمل هذه المخالفات تجاوز الإشارة الحمراء، الوقوف في الأماكن الممنوعة، والسير في الاتجاه المعاكس… وبفضل الكاميرات الذكية، أصبح بالإمكان رصد هذه المخالفات وتسجيلها بكفاءة عالية، مما يسهم في تعزيز الالتزام بالقوانين وتقليل الحوادث المرورية..

إن التوسع في استخدام الكاميرات الذكية يحمل العديد من الفوائد لإدارة المرور وامانة عمان الكبرى والبلديات بشكل خاص… فمن خلال الرصد المستمر والتعرف على المخالفات، تسهم الكاميرات الذكية في تقليل عدد الحوادث المرورية وزيادة كفاءة ضبط المخالفات… كما توفر هذه التكنولوجيا الوقت والجهد، وتوفر بيانات هامة يمكن استخدامها لتحليل أنماط حركة السير واتخاذ القرارات المستنيرة لتحسين البنية التحتية…

رغم الفوائد العديدة، تواجه إدارة السير تحديات في تنفيذ هذه التكنولوجيا، مثل التكاليف العالية للتثبيت والصيانة، والحاجة إلى تدريب الكوادر البشرية للتعامل مع الأنظمة الجديدة… لكن مع التطور المستمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي وانخفاض التكاليف مع مرور الوقت، من المتوقع أن تصبح الكاميرات الذكية جزءًا أساسيًا من البنية التحتية المرورية في المستقبل القريب..

باختصار، تشكل الكاميرات الذكية نقلة نوعية في مجال إدارة حركة السير ومراقبة المخالفات… ومن خلال توظيف هذه التكنولوجيا المتقدمة، يمكن للإدارات المرورية تعزيز السلامة على الطرق، وتحسين كفاءة الضبط المروري، وتقديم حلول أكثر استدامة وفعالية للمشكلات المرورية المستمرة … وتبقى الكاميرات الذكية أداة قوية لتحقيق رؤية مستقبلية لمدن أكثر أمانًا وتنظيمًا.. وللحديث بقية.

#د. بشير _الدعجه

قد يعجبك ايضا