نصيحة للإخوان المسلمين.. أُتركوا مقاعد الكوتا لأصحابها

5٬885
الشعب نيوز:-

أسامة الرنتيسي –

قبل كل شيء، أعلم جيدًا أن المادة 6 من الدستور تنص على: الأردنيون أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وإن اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين.
ومقتنع تمامًا أن المواطنة في الأردن مكتملة العناصر لا تفرق بين المواطنين الأردنيين، لكن في السياسة وفي الانتخابات تحديدًا، هناك ثوابت لا بد من المحافظة عليها.
شرّع القانون كوتا للمرأة ومقاعد المسيحيين والشركس، ولم تأت هذه المقاعد عبثًا حتى لو رأى بعضهم أن فيها شبهة دستورية، فهي من أجل حفظ حقوق الأردنيين جميعهم الذين لا يتمكنوا من الوصول إلى قبة البرلمان من دون مقاعد الكوتا.
منذ أعوام وجماعة الإخوان المسلمين يحاولون أن يزاحموا على مقاعد الكوتا، خاصة المقعد المسيحي، وهذا يزعج جمهور المقعد، ولمست ذلك مِن قرب، فالمرشح عن المقعد المسيحي ضمن قوائم الإخوان المسلمين لا يجد الدعم والمساندة من أهله وأصدقائه والمقتنعين به، لأنهم يعلمون جيدًا أن من ينجح ضمن قوائم الإخوان سيكون محسوبا عليهم، ومواقفه في المستقبل ستتحكم فيها الجماعة.
كما أن الدولة بكافة مجساتها لا تحبذ أن تقترب الأحزاب الدينية من مقاعد الكوتا عموما، خاصة المقاعد المسيحية.
قبل يومين، نصحت للنائب الإسلامي صاحب الجماهيرية الطاغية صالح العرموطي، (وهو صديق وحبيب) أن لا يحملوا معهم في قوائم الإخوان مرشحين عن المقاعد المسيحية، تحاورنا في الأمر ولمست تفهما واضحا من سعادة أبي عماد للفكرة، وطلبت منه أن ينقلها للجهات المقررة في انتخابات الجماعة.
جربت الجماعة في الأعوام الماضية أن يحملوا معهم في القوائم مرشحين عن مقاعد الكوتا، والحمد لله فشلوا في إيصال أي مرشح ضمن قوائمهم، وفي بعض الحالات تَكَسّبَ من كان يطمح أن يضم إلى قوائم الإخوان بمنصب أو “مكسب مالي” أو تزبيطة من نوع مختلف.
قد تكون قوائم جماعة الإخوان المسلمين الوحيدة التي يتم فيها السيطرة على الصوت الانتخابي الذي يخضع لقرار الجماعة، ولديهم كونترول دقيق في عملية توزيع الأصوات على أعضاء القائمة، ولهذا عندما يطلبون من أنصار الجماعة وأعضائها أن يصوتوا لمرشح عن المقعد المسيحي يلتزم العضو حتى لو كان في نفسه رفض لهذا التصويت، فينجح العضو عن المقعد المسيحي بأصوات جماعة الإخوان المسلمين، وفي هذه الحالة تلقائيا ينضم لكتلة الإخوان في المجلس حتى لو كانت أفكارهم لا تتناسب مع أفكاره ومعتقداته.
الدايم الله….

قد يعجبك ايضا