مقدمة الأخ فادي بمناسبة تنيح الأخ رافايل
الشعب نيوز:-
نقفُ اليوم لنرثي فقيدنا العزيز، فرير رافايل، والذي تركَ بصمةً في قلوب كلِّ من عَرفهُ. “هناك أشخاص يتركون في قلوبنا أثرًا حتى لو لم نعد نراهم في عيوننا الخارجية» يقدم هؤلاء الأشخاص صداقتهم وإخوتهم ويلهمون الثقة من خلال وجوههم المبتسمة والسلام الذي يشع منهم. فرير رافايل كان من هؤلاء الأشخاص المتميزين. وحالما أُعلن عن وفاته، انهالت رسائل التعزية، والتي تشهد على بساطته ونظافة قلبه، على حكمته واخوته وأبوته.
أخي رافايل، اختارك المسيح لتكون راهب فرير من إخوة للمدارس المسيحية، فلبيت الدعوة بدون تردد. عشتَ دعوتك في التخلي واحدًا وسبعين عامًا قضيتها في المشرق بين عمانَ ولبنانَ، بين فلسطينَ والقدس. لقد كنت رمزاً للإخلاص والتفاني في خدمة الآخرين، سواء من خلال عملك أو تعاملك اليومي مع الناس. كنت دومٍا ملهمًا لنا، بطيبتك ونقاء قلبك، ومثالاً يُحتذى به في الإيمان والعمل الصالح. لن ننسى أبداً ضحكتك الصافية، وكلماتك المليئة بالحكمة، ويدك الممدودة لكل محتاج. كنت منتبهًا لحاجات الناس، ومستعدًا دائمًا للخدمة، ولا سيما المحتاجين، لا تبحث عن العظمة بل عاملًا مجتهدا، وديعًا صامتًا ومتواضع القلب وغير مهتم في العالم، قريبًا من الله وقريبًا من العالم. سنفتقد نظرتك المليئة بالتعاطف والإنسانية، المملوءة بحضور الله الذي أشعّ نوره على وجهك المسالم والمطمئن.
خلال هذه السنوات الـواحدة والسبعين، توليتَ مختلفَ أنواعِ المسؤولياتِ في التعليم والإدارة في القطاع، ولكن قبلَ كلِّ شيءٍ كنتَ دائمًا أخًا أولا وآخرًا، أخًا للجميعِ أخًا لإخوتك الرهبان الفرير، ولكن أيضًا أخًا للمعلمين الذين عملت وتعاونت معهم، وخاصة للطلاب الذين ائتمنك اللهُ عليهم طوالَ هذه السنوات. لقد أحببتهم جميعًا وبادلوك هذا الحب: أحبوك واحترموك حتى عندما كنت تطالبهم بالكثير، كانوا يعلمون أن ذلك لخيرهم، وحسن تعليمهم، وبنيان شخصيتهم.
أخي رافائيل، نحن جميعًا المجتمعين هنا، موجودون هنا لنشكر الرب على شهادتك الحية. سنستمر في السير على خطاك، مستلهمين من روحك الطيبة وعملك الدؤوب.” ادخل، ادخل الى فرح سيدك الذي خدمته طوال حياتك”. نطلب من لله الاب بأن يرسل إخوة فرير ولساليين على غرار فرير رافايل.
المسيح قام، حقاً قام.فادي فرير