الحكومة القادمة..م/ ناجح العلي الشنيكات العبادي

2٬452
الشعب نيوز:-

 

تكثر هذه الايام التوقعات حول طبيعة الحكومة القادمة فما بين محلل للنتيجة التي آلت اليها انتخابات 2024م ومابين طبيعة الاحداث التي تعصف بالمنطقة تبقى التكهنات والتوقعات ترتكز على نقطة واحدة لاغير وهي كيف يتم صناعة حكومة قادرة على تثبيت الاطار العام لسياسات الدولة الخارجية والداخلية بحيث تحظى باحترام دولي من ناحية وتناغم اقليمي من ناحية اخرى وهذا تحديدا هو الرأي السائد بالصالونات السياسية المعتادة …لكن الخبرة بالتوقعات عادة ماتبنى على ماهية المرحلة القادمة وهذا مؤشر هام تحديدا عند تشكيل الحكومات في الدول العربية ؛ من هنا لابد من نظرة ثاقبة وشمولية على طبيعة التصور لما قد تؤول له الاوضاع الجيوسياسية خلال الاربع سنوات القادمة ؛ عادة وكما هو معروف ومؤكد بأن الاطار العام لسياسات الدول العربية والتي تعتبر نفسها صديقة للولايات المتحدة لابد من اختيار حكوماتها بما يتوائم مع استمرارية التوجهات الامريكية في الاقليم وعلى مستوى العالم وهذا مايحدث دائما بعيدا عن توليفة البرلمانات ومؤسسات الادارة الداخلية لبلدان الاقليم وهذا بسبب ان السياسات العامة المؤثرة للدول العربية تنظمها الانظمة الحاكمة نتيجة لمعاهداتها وارتباطاتها والتي عادة ماتتم نتيجة لتفاهمات خارج اطار الصندوق البرلماني ..اذا وباختصار تحتاج الدولة الاردنية عند تشكيل حكومتها القادمة لمنظومة مجلس وزراء يحظى باحترام النظام من ناحية ومتمرس بالعمل الحكومي او على الاقل بدراية تامة بكيفية الموائمة والربط بين توجهات المجلس النيابي الجديد ومابين السياسات الخارجية والداخلية للدولة الاردنية والتي تسير عليها منذ فترة بعيدة ..انا شخصيا اقول ان التفاؤل الحذر افضل من التفاؤل المطلق لغياب الرؤى الحقيقية التي يصنعها المطبخ العالمي بعيدا عن التشاركية الايجابية مع دول منطقتنا العربية …وبالعودة لطبيعة تشكيل الحكومة الاردنية القادم افضل وهذا رأيي ان يكون الرئيس وطاقمه الوزاري ممن لم تتلوث سياساتهم وسمعتهم من قبل وذلك لاعطاء روح جديدة للعمل البرلماني ولاعطاء قوة اكثر للنظام السياسي للدولة …لابد حقيقة ان تكون الحكومة القادمة مصدر تفاؤل للشعب والذي من فترة بعيدة لايملك الا التفاؤل لاغير …..

م/ ناجح العلي الشنيكات العبادي

قد يعجبك ايضا