المحامي أشرف الزعبي يكتب.. ما قبل 7/أكتوبر المجيد 2023 ” حتى لا ينسى العالم “

الشعب نيوز:-

 

لا بد لنا من تأكيد المؤكد، بأن جوهر وأساس القضية الفلسطينية هو إحتلال الارض، وتهجير أصحابها، ومحاولة طمس الهوية العربية الفلسطينية، نقول ذلك حتى لا ينجح بعض المتفلسفين من أبناء جلدتنا، أو من بعض الناطقين بلغتنا، الذين يسعون إلى تعمية أهلنا وأصدقائنا من حكومات وشعوب العالم، التي اظهرت ولاء للإنسانية ولحرمة الدم الفلسطيني، أكثر بكثير مما  جحدته حكومات وبعض أفراد شعوبنا العربية والاسلامية.

في هذه السطور؛ نعيد لذاكرة العالم أجمع صور من جرائم الإحتلال، كيف يفكرون ويخططون لقتل شعب باكمله وازالته من التاريخ، فقد بنوا نظاماً عنصرياً فوق أرض، لم تكن يوما ملكاً لهم، بل كانت على مر التاريخ، أراض تتبع أهلها الأصلاء، الذين عاشوا – ولا زالوا – ضمن محيطهم الثقافي والاجتماعي، واقصد به المحيط العربي، وهم سكان هذه الارض منذ الخليقة.

بداية الإستعمار والإحتلال، منحت الحكومة البريطانية وعداً للصهاينة باقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، ثم خرجت إتفاقية سايكس بيكو، المعاهدة السرية بين فرنسا وبريطانيا بمباركة روسيا القيصرية، فقسمت المنطقة بين فرنسا وبريطانيا، وفي الاثناء استمرت الهجرة الصهيونية المنظمة، بدايات 1882-1903 ثم الفترات من 1904-1914، ثم الحماية الرسمية للهجرة والاستيطان، بعد دخول بريطانيا وصدور وعد بلفور 1917.

في السياق الممنهج للصهونية، لسرقة الارض والتهجير، أتبعت منهج الإحلال، ومعناه إحلال الصهاينة المهاجرين محل  الشعب الفلسطيني، وهذا الإحلال بدأ بالقتل الجماعي والتهجير، وأخذ طابعاً تسلسلياً عن سابق تصور وتصميم، نبدأ من تاريخ 9/4/1948 حين إرتكبت عصابات الصهاينة مجزرة قرية دير ياسين، الواقعة غرب مدينة القدس، وهي تقع على تلة استراتيجية تربط مدينة القدس بيافا سقط فيها 250 شهيد، وفي 29/10/1948 ارتكب الصهاينة مجزرة الدوايمة، وهي قرية ذات بعد استراتيجي بين الخليل والساحل، وراح ضحيتها 455 شهيد ومفقود على يد عصابتي شترين والارغون.

وكانت خطة الصهاينة بث الرعب لاجل التهجير والسيطرة على الارض، فكانت خطة ” دالت ” plan dalet ، وهي خطة عسكرية هدفها الرئيس السيطرة على اكبر قدر ممكن من اراضي فلسطين، ادت المجزرتين الى تهجير ما لا يقل عن 300000 الف فلسطيني، وهو نجاح صهويني بتهجير السكان امام تشرذم العرب عشائريا وسياسيا.

وفي 22-23/4/1948 إرتكبت كتيبة الكسندروني الصهيونية مجزرة قرية الطنطورة، الواقعة جنوب حيفا، كان الهدف السيطرة على ميناء الطنطورة ووصل حيفا بتل ابيب، وراح ضحيتها من 200 – 250 شهيد من الرجال والنساء والشيوخ والاطفال. ثم إرتكب الصهاينة مجزرة قبية في رام الله، وتم تدمير 45-50 منزل ومدرسة وجامع و69 شهيد، ثم إرتكب الصهاينة مجزرة كفر قاسم في العام 1956 إبان العدوان الثلاثي على مصر، وفيها تم تصفة 23 رجل و9 نساء و17 طفل اغلبهم دون الثامنة من العمر، وفي ذات العام وتحديدا 3/10/1956 ارتكب الصهاينة مجزرة خان يونس وسقط فيها 200- 275 شهيد، ثم مجزرة رفح 1/12/1956 الواقعة في مخيم اللاجئين ومدارس الانوروا وسقط فيها 111-200 شهيد، ثم ارتكب الصهاينة مجازر في غزة 5/11/1956 دير البلح 5-6/11/1956 في حي الرمال، وهناك مجازر اخرى ارتكبها الصهاينة مثل مجزرة الخليل عام 1967 وراح ضحيتها 15 اشهيد، ثم مجزرة المسجد الاقصى في العام 1994 وسقط فيها 7 شهداء.

ولا ننسى مجزرة الحرم الابراهيمي في الخليل في العام 1994، حيث سقط فيها 29 شهيد داخل الحرم على يد السفاح باروخ جولد شتاين، ولا ننسى مجازر مخيم جنين البطل في 2002 وسقط فيها 25 شهيد ومجزرة 2023 وسقط فيها 10 شهداء، كما لا ننسى مجازر الاحتلال خارج الاراضي الفلسطينة وعلى جلالها ليس مكانها الان.

كما تقدم، منذ بدء الهجرات إلى فلسطين، إستمرت العصابات بالقتل والإستيلاء على الأراضي وتهجير سكانها، ثم اخذت أفعالهم الإجرامية طابعا منظماً بعد قرار تقسيم فلسطن في العام 1948، كل ذلك كان يتم بمساعدة الحكومة البريطانية، ثم الحكومة الامريكية لاحقاً، وما لم يؤخذ بواسطة العصابات الصهيونية، تم اخذه بالحروب التي خاضها الكيان الغاصب بعد ذلك، طبعاً أمام حالة من التشرذم والتفتت العربي، وهذا قاد الى وضع فلسطين تحت الحكم العسكري الكامل، فسهلوا بناء المستوطنات على ارض فلسطين، ومنها اراضي غزة، واستمر الاستيطان والتهجير حتى خروج الصهاينة من غزة في العام 2005 تحت وطأة فعل الانتفاضة الفلسطينة البطلة، مع إبقاء حدود غزة الجوية والبرية والبحرية تحت السيطرة الصهيونية، وإنشاء ما سمي غلاف غزة بعمق 7 كيلومتر، لحماية المستوطنات التي أُنشأت على أراضي غزة المحتلة، مثل سيدروت، و إيرز، و كيبوتس نحال عوز، و كيبوتس كفار عزا، و كيبوتس علموغيم،  وكيبوتس بئري، وكسبوتس عين هشلوشا.

وبالرغم من إجرام المحتلين، بقيت غزة شوكة في قلب الإحتلال الصهوني، فلم تستطع تطويعها عسكرياً، أو سياسياً عبر ما سمي باتفاق أوسلو، ثم الحصار والمجازر عبر العدوان المستمر في جميع الحروب على غزة، كما لم يتعايش شعب غزة من المهاجرين والانصار مع إفرازات أوسلو، من نمط الحياة في السلام المزعوم، وبقوا تحت الحصار والقتل والتشريد إلى أن اتى اكتوبر المجيد.

السابع من أكتوبر المجيد الذي دخلت فيه المقاومة الفلسطينية اراضيها المحتلة، وهو فعل مقاوم شرعي، وهو حق مقدس أقرته جميع الشرائع، فكل مهّجر إلى غزة من فسلطين التاريخية، ظل يضع مفتاح منزله في عنقه، لم ينسوا أرضهم، ولا مزارعهم وحقولهم، ولم ينسوا شواطئهم التي اغتصبت منهم، كما لم ينسَ شعب غزة أراضيهم في الغلاف المحتل وفي بحر غزة، كما أنهم أعادوا لإطفالنا وألادنا وشيوخنا، ولشعوب العالم كله قضية شعب وضعت في مزاد السلام والتطبيع المزعوم، فكشفت عوراته وكشف التاريخ الاجرامي للكيان الصهيوني، وأُظُهرت جرائمه التاريخية والحالية، فبعد اكثر من 47 عام على توقيع كامب ديفيد المشؤومة، ثم وادي عربة، ثم أوسلو، أتضحت الحقائق التاريخة التي أراد الاحتلال طمسها، وعادت قضية فلسطين إلى واجهة الموقف العالمي الشعبي، ووثقت جرائم الإحتلال، ووضع حكام النظام الصيهوني أمام العدالة الدولية لاول مرة في التاريخ، واصبح ” الاسرائيلي ” عبء على الدول التي يزورونها، ولوحقوا في غير دولة، ويتهيأ العالم الخلاص من سطوة الصهيونية العالمية. هذا كله ما كان ليكون لولا 7/اكتوبر المجيد، الذي عرى الجميع، حكومات عربية واسلامية، وأمبريالية محكومة بالصهوينة العالمية، ثم يأتيك متخاذل متعاون مع الصهيونية والامبريالية، صاحب مصلحة ضيقة، طمعاً بكرسي، أو مال، أو جاه، ليضع اللوم على المقاومة الباسلة في غزة والضفة، ألا تبت يداكم وتب، هذه المقال ليس موجهاً لهولاء قطعاً، انه لنا وللإنسانية جمعاء وللتاريخ حتى لا ننسى.

                                                                              

 

قد يعجبك ايضا