عن المليشيات والقلوب المليانة بلال حسن التل

2٬704
الشعب نيوز:-

 

لاادري بماذا نفسر هذه (الشوشرة) التي اثيرت اعتراضا على استخدام نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي لمصطلح المليشيات،ام ان القضية ليست (رمانة بل قلوب مليانة). فمصطلح مليشيات ليس مصطلحا معيبا ، كما انه مصطلح متداول للدلالة على القوات التي لا تأخذ شكل وتنظيم الجيوش النظامية، فالمليشيات كما هي معرفة في أكثر من مرجع وفي الكثير من الادبيات هي (التنظيم المسلح أو الجماعة المسلحة، الذي تشكله عادة قوات غير نظامية من مواطنين، يعملون عادة بأسلوب حرب العصابات، بعكس مقاتلي الجيوش النظامية الجنود المحترفين. أو قد يكونون من ناحية تاريخية مقاتلين ينتمون لطبقات نبيلة مثل الساموراي والفرسان.ومع بدايات القرن العشرين، ظهرت ميليشيات يمكن اعتبار أعضائها مقاتلين محترفين مع بقاء حالتهم كـ«مقاتلين وقت جزئي» أو «عند الطلب». ويمكن أن تكون في عدة اطر:

قوات تابعة للجيش النظامي كما الحال في الصين أو سويسرا.
أو منظمات مسلحة تابعة لأحزاب أو حركات سياسية،او هي قوات دفاعية يقع تشكيلها من طرف سلطات أو مواطني منطقة سكنية أو جغرافية محددة في إطار جهوي أو ديني وقد تكون مدعومة أو معاقبة من السلطات.).

ومصطلح المليشيات استخدمته الفصائل الفلسطينية نفسها، وكذلك الدوائر القريبة منها والمعبرة عنها، من ذلك ماورد في الصفحة (٢٦)من كتاب “مفاهيم ومصطلحات القضية الفلسطينية” الصادر عن مركز “رؤية للتنمية السياسية” القريب من حركة حماس والذي وضعه الباحثان الفلسطينيان عوني فارس وساري عرابي الذي سبق وان اعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فقد جاء في هذه الصفحة مايلي حرفيا (…. اضافة الى بعض الممارسات التي قام بها الفدائيون و المليشيات التابعة لهم داخل المدن الاردنية والتي ادت الى خلخلة الأمن والنظام).

رتاريخيا لعبت المليشيات ادوارا مركزية في تحرير الشعوب، سواء من المحتل، أو الاتظمة الاستبداديه.
خلاصة القول ان مصطلح المليشيات ليس مصطلحا معيبا، وقد استخدمته الفصائل الفلسطينية نفسها في خطابها. فلماذا يصبح مصطلحا مستنكرا عندما يستخدم من وزير اردني، ولماذا تنتفخ اوداج البعض على وزير خارحيتنا.ولماذا لم تنتفخ هذه الاوداج عندما تجاهل القيادي في حماس خليل الحية شكر الاردن والاردنيين على نصرتهم لغزة ووقوفهم بجانبها، بينما لم يضيق وقته عن شكر دول وشعوب لم تقدم لغزة عشر ماقدمه الاردن؟!.
وهؤلاء الذين يتصرفون على اساس ان قضية فلسطين قضية عربية اسلامية، (وهي كذلك) ، لماذا لم تنفخ اوداجهم اعتراضا على تصريح عضو المكتب السياسي لحركة حماس د. باسم نعيم تعقيبا على كلام الصفدي، والذي قال فيه باسم نعيم “نعتقد ان هذا شأن فلسطيني داخلي والفلسطينيون قادرين على تحديد خياراتهم، كما لا نتدخل في خيارات الدول والشعوب،)لأن هذا التصريح يوحي بأن قضية فلسطين مقتصرة على ابنائها، وكأنها ليست قضية كل العرب والمسلمين، مما يتناقض مع المفهوم الذي تبني عليه قوى اردنية موقفها في مناصرة حماس، التي يرفض عضو مكتبها السياسي التدخل في الشأن الفلسطيني، بينما تتكرر دعوات قادة حركة حماس لجماهير الاردنيين للتحرك لنصرة مواقف حماس،فلماذا لايعتبر هذا تدخلا في الشان الاردني، علما بان الاردنيين في غالبيتهم الساحقة ليسوا بحاجة لاحد كي يحرضهم للوقوف الى جانب غزة،كجزء من وقوفهم مع فلسطين كل فلسطين،التي هي قضية امة، لاقضية فصيل بعينه،وهي بالنسبة للاردن قضية اردنية داخلية ، ونحن اكثر من يتفاعل معها، ويتأثر بتداعياتها، وزير خارجيتنا ايمن الصفدي كان اقوى الاصوات واوضحها في المحافل الدولية بالدفاع عن غزة وحماس ، مجسدا بذلك لموقف الاردن الرسمي والاهلي، فلماذا التنكر لذلك كله؟!. ولماذا يريد البعض تكيف مواقف الاردن وتجميدها وفق رؤية هذا البعض، حتى وان كانت هذه الرؤية ضد مصالح الاردن . ولماذا الكيل بمكيلين؟!.

قد يعجبك ايضا