فارس الحباشنة يكتب .. الزمن في الاردن يشبه طاولة الروليت

7٬599
الشعب نيوز:-
الزمن في الاردن يشبه طاولة الروليت ، و يلف و يلف بعدين يقف فجأة ، وتعود الحجار الى يدي النادل ، وليرمهم مرة اخرى .
نعيش ، نأكل و ننام ، ونلبس ، و نصحى صباحا ، و نخرج من البيت ، و نتعلم ، ونعلق ، و نسمع موسيقى و نشرات الاخبارات و الوفيات و النشرة الجوية .
و نتعامل مع الحكومة و نسمع الى النواب ، و نقلب شاشات التلفزيون ، و نسمع اثير اذاعات الحمولة الزائدة .
و ثم نتوقف مرة اخرى ليعود الحجر الى يدي النادل .
و أنت تعيش تفكر في الحياة ، و تفتش عن الزمن .. و تفتش عن الزمن القادم .. و تسأل عن السعادة ، وهل أن السعادة في استعادة الحجر و ان يدور الحجر على طاولة الروليت ؟
الجمهور يشعر بالملل ، يريد ان يقفز الى قلب الطاولة ، و يمسك الحجر ، وان لا تكمل الدوران . و الحياة غريبة ، و ترى كما لو أنك تلاحق حجرا على طاولة روليت .
تسمع أنين الناس ، و الناس ضجرون ، و اصوات الببغاوات مفترسة اصحبت مملة ومقرفة ، ورتيبة .. و المدينة تزدحم بالمواكب و سيارات الدفع الرباعي .. الناس يبعدون
و يتناثرون كلما اقترب موكب .
خوف جماعي .. و لا شيء يملأ الفراغ ، طوابير من الموقوفين و العاطلين عن العمل ، والجوعى ، والسجون ماويء ، والناس يهربون الى السجون ، وانها أكثر دفاءا و امانا .. و حيث أن الجميع ينتظر زيارة ، و خلف القبضان زيارة من أي زائر كان ، ولو زيارة من سراب .
وحدها طاولة الروليت تدور ، والحجار تقرع على خطوطها و تتناثر على ارقامها ، والوانها : الابيض و الاسود .. تلف الطاولة حول نفسها ، و نحن نلف من وراء احجارها
وحده قانون الروليت قادر على تفسير الواقع و حتمية الدوران .
قد يعجبك ايضا