“تغيير شعار البنك العربي يشعل الجدل بين التطوير والحفاظ على الهوية التاريخية”

41٬063
الشعب نيوز:-

خاص

أثار التغيير الجديد في الهوية البصرية للبنك العربي موجة من الجدل بين العملاء والمتابعين في الأردن والعالم العربي، إذ عبر كثيرون عن استيائهم من استبدال شعار ارتبط بتاريخ المؤسسة العريق ومسيرتها المصرفية المتميزة. ويعتبر البنك العربي أكثر من مجرد مؤسسة مالية، بل هو رمز اقتصادي عربي انطلق من القدس قبل أن يتخذ من عمّان مقرًا رئيسيًا له، ما جعله نقطة التقاء للمصرفيين الأردنيين والفلسطينيين والعرب.

إلا أن إزالة الرموز العربية وخريطة الوطن العربي من الشعار الجديد أثارت تساؤلات واسعة حول أسباب ودوافع هذا التغيير. فمنذ اللحظات الأولى للإعلان عن الهوية الجديدة، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالنقاشات والتكهنات، حيث رأى البعض أن التغيير قد يكون مرتبطًا بتطورات سياسية في المنطقة، بينما اعتبر آخرون أنه قد يشير إلى دخول مساهمين جدد أو توجه استراتيجي جديد لإعادة تشكيل هوية البنك.

انتقادات وردود فعل متباينة

المحامي عمر، الذي بدأ مسيرته المهنية في البنك العربي عام 1989، عبّر عن حزنه لهذا التغيير، مستذكرًا مقولة مؤسس البنك: “لم أشأ أن أطلق عليه اسمي أو اسم قريتي، بل اسم الأمة العربية والوطن الكبير، فسميته البنك العربي”. من جهته، اعتبر الناشط إسلام صوالحة أن “الهوية الحقيقية للبنك ليست التي تم تحديثها، بل تلك التي حُذفت”، فيما تساءلت ليلى البسطامي عن توقيت التغيير، مشيرة إلى احتمال حدوث تغييرات أخرى في المستقبل.

أما عمر الكعابنة فاكتفى بالتعليق قائلًا: “البنك العربي.. بطل عربي!”، في إشارة إلى المخاوف من فقدان الهوية الأصلية للمؤسسة المالية العريقة.

بين الحداثة والإرث العريق

يرى بعض المراقبين أن البنك العربي قرر الدخول في العصر الرقمي بهوية جديدة تتماشى مع التطورات التكنولوجية، حيث يعكس الشعار الجديد بأسلوبه البسيط والعصري توجهًا نحو المرونة والوضوح في عالم تتسابق فيه البنوك لتقديم خدمات رقمية مبتكرة. ومع ذلك، يعتقد آخرون أن التغيير قد يكون مجردًا جدًا، خاصة لمن اعتادوا على رؤية الإرث البصري العريق للبنك.

الشعار القديم لم يكن مجرد رموز، بل كان تجسيدًا لرحلة البنك التي بدأت منذ عقود. فقد حمل الجمل رمزية التجارة، والخارطة امتداد البنك في العالم العربي، والحصان العربي إشارة إلى الأصالة والقوة. أما التصميم الجديد بثلاث دوائر متشابكة على خلفية زرقاء، فيعكس رؤية مستقبلية، لكنه قد يفتقر إلى اللمسة المجتمعية التي ربطت البنك بجذوره العربية.

 

القصة الضائعة: لماذا التغيير؟

في عالم العلامات التجارية، الشعار ليس مجرد صورة، بل هو سردية تحكي قصة المؤسسة لجمهورها. وكان من الأجدر أن يصاحب البنك العربي هذا التغيير برسالة واضحة تشرح فلسفته، وتوضح أسباب الاستغناء عن العناصر القديمة. فالتغيير البصري دون سردية مقنعة أشبه بإزالة معلم تاريخي دون تفسير، ما يثير مشاعر القلق لدى الجمهور حول فقدان الهوية في خضم الحداثة.

بين التحدي والفرصة

البنوك الحديثة لا يمكن أن تبقى رهينة الماضي، لكنها أيضًا لا تستطيع القفز فوق إرثها التاريخي دون النظر إلى الوراء. التحدي الأكبر للبنك العربي يكمن في تحقيق التوازن بين الأصالة والابتكار، بحيث يحافظ على هويته العريقة دون أن يبدو وكأنه يتخلى عنها. فالشعار الجديد، رغم بساطته، يحتاج إلى إعادة صياغة سردية تعزز من قيم البنك ورسالته للجمهور، وتؤكد أن التغيير لا يعني التخلي عن الهوية.

وفي نهاية المطاف، تبقى العلامة التجارية أكثر من مجرد تصميم، بل هي وعدٌ للجمهور بأن قيم المؤسسة ثابتة رغم تغير الأشكال والألوان.

البنك العربي يوضح موقفه بشأن تغيير الشعار

 

البنك العربي يطلق هويته البصرية المؤسسية المحدّثة بنمط جديد ومعاصر

 

أعلن البنك العربي عن إطلاق هويته البصرية المؤسسية المحدّثة والتي تأتي في إطار مسيرة التطور المتواصل التي يتبناها البنك لتعزيز مكانته الريادية كواحدة من أكثر المؤسسات المالية عراقة ونجاحاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويجسد إطلاق الهوية المحدّثة الرؤية المستقبلية الطموحة للبنك واستراتيجيته الشاملة والتي تستند الى قوة شبكته الواسعة واسمه العريق ومعرفته العميقة محلياً واقليمياً وإلى علاقاته الراسخة مع عملائه عبر مختلف القطاعات، حيث تتمحور الركائز الاستراتيجية للبنك حول التوظيف الأمثل لشبكته الإقليمية والعالمية وتوسيع نطاق أعماله الأساسية ومواصلة الاستفادة من فرص النمو عبر قطاعات وأسواق جديدة والمضي قدماً في تنفيذ استراتيجيته المتكاملة نحو التحول الرقمي والابتكار.

وتأتي الهوية البصرية المؤسسية المحدثة للبنك والمنبثقة عن جوهر هويته المؤسسية العريقة التي بدأت منذ تأسيسه في العام 1930 لتجمع ما بين الحداثة والبساطة والانسيابيةأة، وتجسد الجاهزية الرقمية والتطوّر المستمر والممنهج للبنك بشكل يوسع من شمولية هويته البصرية وملاءمتها لمختلف الفئات بما في ذلك جيل الشباب. حيث يواصل البنك بذلك تعزيز مكانته كمؤسسة عصرية ديناميكية ومهيأة رقمياً قادرة على مواكبة أحدث التطورات على صعيد الصناعة المصرفية وتلبية الاحتياجات المتجددة لعملائها في مختلف القطاعات والمناطق بشكل أفضل، في عالم يشهد تغيراً مستمراً وتحوّلاً رقمياً هائلاً في جميع القطاعات.

ويتميز تصميم الهوية البصرية المحدثة للبنك بتشكله من خط واحد مستمر يرسم الملامح العريضة لشعار البنك المميز بشكل يعبر عن فخر البنك بإرثه الممتد عبر 9 عقود من خلال احتفاظه بالدوائر الثلاث التي تميز البنك العربي والتي تمثل الآن عملائه وشركائه والمجتمعات التي يخدمها عبر شبكته وذلك بطابع عصري ورقمي يربط تطلعات البنك المستقبلية بجذوره التاريخية. ويبقى الجزء الأهم في هوية البنك المؤسسية متمثلاً في اسمه “البنك العربي” والذي يجسد ارتباطه الوثيق بالعالم العربي وبتاريخه الغني، وثقافته وتراثه، وقيمه والشعور بالانتماء. حيث يشكل العالم العربي محط تركيز البنك الأساسي ومحور استراتيجيته للنمو والتوسع من خلال شبكة فروعه الممتدة عبر البلدان العربية ومنظومة الخدمات المتكاملة التي يقدمها لعملائه في العالم العربي من مختلف القطاعات. كذلك فقد حافظت الهوية المؤسسية المحدثة للبنك العربي على اللون الأزرق باعتباره اللون الأساسي للبنك منذ سنوات طويلة وليبقى بذلك عنصراً ثابتاً في تمثيل الهوية البصرية المؤسسية للبنك العربي.

وفي سياق تحديث الهوية المؤسسية للبنك لتعكس منظومته الديناميكية والروابط القوية مع العملاء والشركاء والمجتمع، أطلق البنك الوصف التعريفي المرافق لهويته المحدّثة “الوصول بداية”؛ والذي يشكل امتداد طبيعي للوصف التعريفي السابق للبنك “النجاح مسيرة”، ليمثل بذلك فصلاً جديداً في مسيرة البنك المستمرة والمليئة بالتميز والإنجاز ويعكس تطلعاته المستقبلية والتزامه بتمكين العملاء والمساهمة في نجاحهم ومواصلة النمو.

ويتمحور الوصف التعريفي الجديد حول مفهوم استمرارية البدايات الجديدة، وأن كل هدف يتم تحقيقه ما هو إلا بداية لتحقيق هدف جديد، ليعكس إيمان البنك برحلة التجدّد والتطوّر المتواصل في كل ما يقدم وسيقدم من خدمات لعملائه عبر مختلف القطاعات. كما يعزز هذا الوصف التعريفي حرص البنك على المساهمة في تمكين عملائه لتحقيق طموحاتهم والاحتفال بإنجازاتهم كبدايات جديدة لمزيد من النجاحات والإنجازات وتجاوز التحديات واستشراف فرص النمو. ليشكل هذا التوجه شهادة حية على مسيرة مشتركة حافلة بالنمو المتواصل والديناميكية يمضي بها البنك مع عملائه وشركائه ومجتمعاته نحو المزيد من الإنجازات والنجاحات.

وتستند الهوية البصرية المؤسسية المحدثة للبنك العربي على فلسفته الأساسية والتي تتمحور حول بناء “روابط تُعمّر”، أي تدوم وتَبني، والتي تستند الى تراث البنك العربي المتمثل في الدور الذي يؤديه منذ تأسيسه كجسر يربط المجتمعات والأعمال والأفراد في العالم العربي وخارجه مع اعتزاز البنك بالروابط الشخصية الوثيقة التي بناها مع عملائه ومساهميه وشركائه ومجتمعاته عبر العالم العربي على مدى الأجيال.

وكانت مجموعة البنك العربي قد اختتمت العام 2024 بتحقيق أداء مالي متميز ونمو في مختلف قطاعات الأعمال، حيث بلغت أربـاح المجـموعة بـعـد الضـرائب والمخصـصـات 1007.1 مليون دولار أمريكي مقارنة بـ 829.6 مليون دولار أمريكي للعام 2023 وبنسبة نمو بلغت 21%، كما حافظت المجموعة على صلابة مركزها المالي لتصل حقوق الملكية الى 12.1 مليار دولار أمريكي. وواصلت مجموعة البنك العربي النمو خلال العام 2024 مرتكزة على قوة ومتانة المركز المالي للمجموعة وشبكة فروعها المنتشرة في العديد من الدول، حيث ارتفعت الأرباح التشغيلية بنسبة 7% لتصل إلى ما يقارب 2 مليار دولار أمريكي.

هذا ولدى البنك العربي واحدة من أكبر الشبكات المصرفية العربية العالمية التي تضم ما يزيد عن 600 فرع في العالم. ويقدم البنك العربي مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات والحلول المصرفية والتي وجدت لتلبية احتياجات الأفراد والشركات وغيرها من المؤسسات المالية عبر المنطقة وخارجها. كما ويحظى البنك بحضور بارز في الأسواق والمراكز المالية الرئيسية في العالم مثل لندن ودبي وسنغافورة وشنغهاي وجنيف وباريس وسيدني والبحرين.

 

 

قد يعجبك ايضا