لام شمسية .. حينما تنعدم القيم الانسانية كتبت : الاعلامية بيان مقبل

4٬267
الشعب نيوز:-

 

حينما تنعدم القيم الدينية والإنسانية، يصبح كل شيء مستباحا مهما كان مقدسا وبريئا ونقيا، فحينما تتمكن الغريزة من شخص اتخذ قراره بالبحث فقط عن لذاته فلا نتعجب حينما نسمع بشكل شبه يومي عن حوادث الاعتداء على الأطفال حتى فى سن مبكرة للغاية ، فيخطط الجاني لافتراس الطفل البريء وقتل ملائكيته، وتتكرر الواقعة ولا يتم الإبلاغ عن معظمها غالبا وذلك لأسباب عديدة : خوفا على سمعة الضحية عندما يكبر ، نتيجة عدم إبلاغ الضحية لأسرته من الأساس، خوف الطفل من التعرض للوم أسرته، نتيجة تهديد من المعتدي بإيذائه أو إيذاء أسرته، الإحساس بالخجل والعار نتيجة عدم قدرته على رفض الاعتداء وعجزه عن حماية نفسه، الشعور الخاطئ لدى الضحية بالذنب، إيهام المعتدي للطفل بأنه استمتع بالتجربة، أو بسبب عدم وجود شخص يأمن له الطفل ليطلعه على سر بهذا القدر من الحساسية .

مسلسل لام شمسية أكد على أن التحرش بالأطفال مسألة للأسف غير وقتية، بل تمتد على المدى الطويل وتؤثر على معظم جوانب حياة الطفل، وعلى تقييمه لنفسه واحترامه لذاته، علاوة على تأثيرها العميق فى قدرته على إقامة علاقة سليمة ووضع حدود صحية مع الجنس الآخر، وعلى ثقته بمن حوله، والحفاظ على علاقة حميمة طبيعية بعد الزواج كما حصل مع نيللي التي أدت الفنانة المصرية أمينة خليل شخصيتها ، التي عانت بعد زواجها في علاقتها الزوجية بسبب التحرش بها وهي طفلة ، ومما سبب لها أيضاً معاناة نفسية ، والسبب هو أن التجربة الجسدية الأولى فى حياة الإنسان هى الأقوى تأثيرا فى تجاربه فيما بعد، فإذا ارتبطت التجربة الأولى بالشعور بالحرج والخوف فإنه غالبا ما سيحدث ما يشبه الفلاش باك السينمائي كلما أقام علاقة مع شريك حياته، وهذا يؤدي فى أغلب الأحوال إلى البرود أو إقامة علاقات غير سوية يسعى بها الإنسان إلى تدمير نفسه كأنما يحاول عقاب نفسه على ذنب لم يفعله، سواء مع الجنس الآخر أو مع نفس جنسه، نتيجة اهتزاز إحساسه بتوجهه أو كفعل قهري ناتج عن التجربة المؤلمة التى عانى تفاصيلها.

كما سلط أيضاً الضوء على تعليم الطفل قول “لا” فى المواقف المناسبة، وعدم تعويده على الطاعة العمياء لمن هم أكبر سنا، وتعليمه بطريقة تمثيلية مبسطة في كيفية الصياح بكلمة “لا” إذا اقترب منه أحد بشكل يقلقه ، وفي حال التأكد من وقع اعتداء على الطفل بالفعل فلابد من عرض الطفل على الطبيب فورًا مع التحويل إلى مختصين فى المجال النفسي ، كما فعلت نيللي وزوجها مع طفلهما يوسف الذي تعرض للتحرش وهو في التاسعة من العمر ، فللأسف أغلب أهالي الأطفال الذين تعرضوا للاعتداء غير مدركين حجم المعاناة التي يتعرضون لها أطفالهم بعد هذه الحادثة ، فلا بد من عرض هولاء الأطفال على مختصين لأن عملية الشفاء تستغرق وقتا ومجهودا كبيراً ، وهذا ما ركزت عليه الكاتبة مريم نعوم أثناء كتابتها للمسلسل .

كما شددت الكاتبة على عدم الثقة المطلقة فى أحد وألا يتم ترك الأطفال مع الغرباء أو حتى الأقارب والمعارف ، وحتى إن استدعى الأمر يجب أن يكون هناك نوع من المراقبة والملاحظة، لافتة إلى ضرورة تحذير الطفل من انتهاك خصوصياته أو كشف ملابسه بداعي الجد أو المزاح، وتعويده على الصراحة مع والديه في كل ما يحدث معه ، ليكونوا على علم ودراية بكل التفاصيل التي واجهها حتى يستطيعوا تدارك الأمر ومعالجة المشكلة فى مهدها، وحمايته من الأشخاص المتحرشين، واتخاذ تدابير الحماية والوقاية .

في النهاية أود أن أقول ، يمكننا تمكين الأطفال من فهم حقوقهم والتصرف بشكل صحيح في مواجهة أي مواقف غير لائقة قد تواجههم ، وذلك من خلال خطوات وأفكار تساعد في بناء مجتمع أكثر أمانًا لهم ، حيث يشعرون فيه بالثقة والقدرة على التواصل وطلب المساعدة عند الحاجة ، وهذا ما حرص صناع مسلسل لام شمسية على تقديمه .

قد يعجبك ايضا