
“الله والملك” أبرياء منكم .. الصفدي يدير المجلس كعريف! .. وجلسة “تغم البال”
الشعب نيوز:-
سامر الخطيب
بمفارقة بسيطة يمكن التوصل إلى أن جلسة النواب اليوم في المجلس الذي وصفه العريف الأكبر أحمد الصفدي “ببيت الكلام” ؛هي عبارة عن “مخابطة ومرابطة” تحت بند كلٌ يغني على ليلاه ومبتغاه، والعامل المشترك هو اجتزال الحدث وتوجيهه لجماعة بعينها وهم الإخوان المسلمون، وذراعهم السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي، إذ هل يعقل أن يعطي ما يقارب 107 نواب اهتمامهم فقط بمن يصفونهم “بالخون”، هذا لو أثبتت التحقيقات القضائية القطعية أن الحزب له علاقة أو ارتباط من قريب أو بعيد بمخطط المساس بأمن الوطن والذي أحبطته دائرة المخابرات العامة قبل بضعة أيام، والأهم هل انتهت الحياة في الأردن ووقفت عند هذه القضية التي كفت ووفت فيها الأجهزة الأمنية، في وقت هناك ملفات فساد لو فتحت تحت القبة لبكى بعضهم خجلًا مما يحاولون توريط الوطن به، وهم أعينهم من يتغنون بالأردن وقيادته، وفي ذات الوقت يستخدمون صلاحياتهم لبث الخراب والإضرار بالاقتصاد وسمعة المملكة.
كلمات بعض النواب اليوم من المعيب على رئيس المجلس أحمد الصفدي عدم شطبها من محضر الجلسة، خاصة من قال إنه من لا يحب الملك لا يحب الله ، فالله جل جلاله أسمى وأكبر منكم، والملك لو كان حاضرًا في الجلسة فلن يعجبه بأي حال من الأحوال أن يربط ذكره بهذه الطريقة، إذ ليس على النواب تذكير الأردنيين بالملك؛ لأنهم ببساطة “يحبونه دون نفاق أو تملق”، وجلسة اليوم أُفرد لها ساعات فقط لرمي وابل من الاتهامات بالخيانة لنواب جبهة العمل الإسلامي، مع أن التحقيقات لم تنتهِ، ولو انتهت وثبت أن لهم علاقة حتى لو من بعيد فليذهبوا جميعهم إلى الجحيم ولا سلام عليهم، لكن البعض تمادى بلهجة الذم والتخوين والترهيب لمواطنين بعيدًا عن كونهم نواب، و سواء ثبتت إدانتهم أم لا هم أولاد عشائر، ولهم حقوق وعليهم واجبات، فكيف يحق لهذا وذاك تعليم أبناء الأردن بث خطاب الكراهية، والتشجيع على التمرد على القضاء النزيه العادل؛ بالتسرع وعدم انتظار أحكامه التي لا شك وحاشَ أن تظلم أي شخص.
كلمات النواب في “وصلة الردح” واللطمية التي شاهدنا مثلها مثايل، يجب ألا يكون قد شاهدها مسؤولون وسياسيون من دول مجاورة؛ حتى لا نتعرض للخزي من حجم الأخطاء اللغوية والتلعثم بالجملة عند بعضهم ، وفي بيت الكلام وقد أجاد الصفدي الوصف، نجد نواب يستخدمون ألفاظًا نابية “شوارعية”، فهل يكن الدفاع عن الوطن ضد “الخونة” بهذه الطريقة، أليس تشويه صورة المجلس والأردنيين خيانة أيضًا، الصحيح أنه إذا كان الرئيس صاحب خطاب “اقعد واسكت” مكترثًا بأمر المجلس وهيبته، فعليه إعادة النظر بكلمات بعض النواب، وطريقة طرحهم التي تجعل المشاهد أو المستمع لا يركز على الأمر بقدر تركيزه على الانتقاد والاستغراب من طريقتهم، وإذا أراد أن يعرف سبب التضامن مع كلمات نواب الجبهة من قبل الشارع، وغيرها من المواقف؛ فعليه أن يراجع طريقته في إدارة الجلسات، فالقوي بموقعه يملك المعرفة والرد بالقانون، بالمختصر “فاهم وليس حافظًا”.
في الأردن هناك ملك معروف عنه نشر السلام في العالم أجمع، وعندما يريدون في دولة ما المشاركة بمؤتمر أو احتفالية تتعلق بالكراهية وغيره، فيكون حينها جلالته في مقدمة قادة العالم، فكيف للنواب أن يشوهوا ويلطخوا صورة المملكة بخطابات التحريض العلني، لماذا نحن دولة قانون ومؤسسات إذا أردنا تخصيص حبل المشنقة لكل من هو متهم في قضية ما أصبحت في عهدة القضاء، على أية حال جلسة اليوم فيها من اللغط والكراهية ما يكفي لزرع الفتن بالشارع وسفك الدماء، وعلى النواب مراجعة أنفسهم، وترك الأمر للقضاء، نعم من حق الجميع الحديث والانتقاد والدفاع عن الوطن؛ لكننا لسنا بحاجة إلى “الشوبرة والشعبويات”؛ فالوطن لا يخرج العيب من أبنائه وهذا المفروض، والأصل إلا يُشمت به الأعداء، فكيف يُعلل الصفدي وغيره ما حدث اليوم؟