
الإخوان المسلمين لا يتعلمون 2 بلال حسن التل
الشعب نيوز:-
استعرضت في في المقال السابق عددا من الادلة التي تؤكد ان جماعة الإخوان المسلمين لا تتعلم من اخطائها، فتكررها باستمرار، وسنواصل في هذا المقال تقديم المزيد من الادلة التي تؤكد حقيقة ان الإخوان المسلمين لا يتعلمون من اخطائهم.
فمن اخطاء الإخوان المسلمين المتكررة، رغم ماجرته عليهم من ويلات، هي مغادرتهم مربع المشاركة الى موقع المغالبة، منذ ان صار لهم وجهان وجه التنظيم المعلن، ووجه (التنظيم الخاص) السري، الذي صار السلاح لغته التي بسبها قتل حتى مؤسس الجماعة ومرشدها الاول حسن البنا،بل هناك روايات تقول ان الجهاز للإخوان المسلمين هو من قتل البنا ليعطل محادثات المصالحة بين الحكومة المصرية وحسن البنا الذي عجز عن كبح السلاح الذي زود به افراد التنظيم الذي صار سلاح اغتيالات حتى ان المرشد اصدر فتواه المشهورة ضد التنظيم الخاص بعنوان (ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين)، وعلى دربه سار المرشد الثاني حسن الهضيبي عندما اصدر كتاب دعاة لاقضاة، ومع ذلك لم يتعلم الاخوان من اخطائهم وظل لهم في كل البلاد وجهان، وظلوا يلجؤون للقوة المسلحة كلما اتيحت لهم الفرصة. لذلك انقلبت مواقف الاخوان المسلمين في الاردن منذ ان انقلبت موازين القوة وصناعة القرار داخل تنظيمهم، فصار قرارهم مستلهم من موقف تنظيم مسلح انسلخ تنظيميا عن اخوان الاردن، محتفظا بأذرع مؤثرة فيه وفي قراره لحسابات غير اردنية، فلم يعد مستغربا ان تغيب إعلام الاردن عن معظم المسيرات التي تدعوا لها الجماعة اوذراعها السياسي، ولم يعد مستغربا ان يتم المس بالثوابت الوطنية الاردنية في هذه المسيرات، بل ولم يعد مستهجنا سرقة الاغاني الوطنية الاردنية وتحريفها لتوضيفها للغناء لرموز الفصيل الذي صار يتحكم بقرار الجماعة ومواقفها في الاردن ومن الاردنيين ، والذي نقلها من مربع المشاركة الى مربع المغالبة، دون ان تستفيد الجماعة في الاردن من تجارب اخواتها في أكثر من بلد.
انقلاب الإخوان المسلمين على مبدء المشاركة الى مبدء المغالبة، جعلهم ينقلبون بصورة دائمة على تحالفاتهم، فقد انقلبوا على تخالفهم مع الملك فاروق في مصر، ثم انقلبوا على تحالفهم مع عبد الناصر في مصر،الذي كان منهم، بل ومن جهازهم الخاص، ثم انقلبوا على كل حلفائهم الذين اوصلوهم الى حكم مصر في فترة حكم مرسي، فاقصوا كل شركائهم من الإسلاميين وغير الإسلاميين، ليستأثروا هم بحكم مصر الذي لم يدوم لهم طويلا.
وفي فلسطين انقلبوا على كل الفصائل التي سبقتهم الى المقاومة في فلسطين، واختزلوا قضية الامة بفصيل واحد.
بعد كل هذا التاريخ الطويل من الانقلاب على التحالفات والحلفاء، لانستغرب الإخوان المسلمين على الدولة الاردنية، التي طالما رعتهم، وحمتهم، ومكنتهم، لكننا نستغرب كيف انهم لايتعلمون من اخطائهم التي طالما جرت عليهم الويلات.