دكتوره سناء عبابنه تكتب*حظر جماعة الإخوان المسلمين: قرار الحسم لحماية الوطن وصون الهوية

الشعب نيوز:-

دكتوره سناء عبابنه

 

في لحظة فارقة، وموقف يعكس يقظة الدولة وإدراكها العميق لمخاطر التهاون مع من يهدد السلم والأمن، جاء قرار حظر نشاطات جماعة الإخوان المسلمين ليكون شاهدًا على أن الوطن لا يُساوَم عليه، وأن حماية كينونته خطٌ أحمر لا يُتجاوز.

لم يكن هذا القرار وليد انفعال أو ردة فعل عابرة، بل ثمرة تحقيقات دقيقة، ورؤية استراتيجية تستقرئ المستقبل بعينٍ لا تغفل عن تفاصيل الحاضر. فهذه الجماعة، التي طالما اختبأت خلف شعارات دينية براقة، كشفتها الوقائع والأحداث، وأظهرت حقيقتها التي تتنافى مع ثوابت الدولة، وتتناقض مع تطلعات شعبها.

لقد ثبت بالدليل أن الجماعة لا تسعى للإصلاح كما تزعم، بل تنتهج خطابًا مزدوجًا يضرب ثقة المواطن بالدولة، ويغذي الشكوك والفرقة، ويعتمد على التحريض والتضليل لتمرير أجندات تتعارض جوهريًا مع المصلحة الوطنية. لم يكن الدين يومًا مطية للسلطة، ولن يُسمح بأن يُستغل في مشروع يفتك بالوحدة الوطنية ويهدد الاستقرار.

إن الأردن، بقيادته الحكيمة، لا يغلق الأبواب أمام الفكر ولا يضيق بالرأي، لكنه في ذات الوقت لا يساوم على أمنه واستقراره، ولا يقبل بأن تُستباح مؤسساته تحت شعارات خادعة. لقد أُعطيت الجماعة فرصًا متكررة لتصويب المسار والعودة إلى دائرة الشرعية، لكنها اختارت أن تبقى في الظل، تمارس العمل السري، وتخطط بعيدًا عن الأطر القانونية، ضاربةً بعرض الحائط كل دعوات الحوار والانخراط المسؤول.

تحوّل هذا الكيان من فاعل سياسي إلى عبء على الوطن، ومن جماعة تُطالب بالمشاركة إلى جهة تُهدد اللحمة المجتمعية، وتبث الشكوك، وتُغذّي خطاب الكراهية والانقسام. ومن هنا، كان لا بد من موقف حازم، يضع النقاط على الحروف، ويرسم الخط الفاصل بين من يعمل من أجل الوطن، ومن يعمل ضده.

إن قرار الحظر لم يكن استهدافًا لفكر أو إقصاءً لمجموعة، بل حماية للوطن من مشروع تفتيتي يتناقض مع دولة القانون والمؤسسات. هو صرخة مدوية في وجه كل من يحاول العبث بالأمن، ورسالة واضحة بأن لا مكان في الأردن لمن يختار طريق الهدم والفوضى.

وختامًا، فإن المملكة، بقيادتها الواعية، ومؤسساتها الأمنية الصلبة، وشعبها المؤمن بوطنه، تمضي بثقة نحو مستقبل مشرق، لا مكان فيه لمن يتآمر أو يُضمر الشر، بل لمن يبني، ويُخلص، ويضع مصلحة الأردن فوق كل اعتبار.
حفظ الله الأردن، أرضًا وقيادةً وشعبًا، من كيد الكائدين، ومكر المتربصين.

قد يعجبك ايضا