
ذكرى استشهاد الشيخ كايد مفلح عبيدات شفيق عبيدات
الشعب نيوز:-
تصادف يوم السابع والعشرين من نيسان ذكرى الشهيد كايد مفلح عبيدات الذي روى وعدد من رفاقه دمهم على تراب فلسطين العزيزة عندما قاد معركة ( تل الثعالب) في سمخ قرب طبريا ضد المستوطنات الصهيونية وقتل وجرح العديد منهم وهرب الاخرون الى القواعد البريطانيه التي كانت قريبة من مكان المعركة ما اشبه اليوم بالبارحة منذ اكـثر (105 ) اعوام في اسلوب المقاومة المسلحة , فالعدو الصهيوني منذ عام 1920 من القرن الماضي هو نفس العدو بل ازداد قوة وصلفا واجراما ومغالات في القتل والتدمير في قطاع غزة المنكوب بدعم امريكي هذه المرة الا ان هذا العدو كان عام 1920 مدعوما من بريطانيا صاحبة وعد بلفور والتي كانت مستعمرة لفلسطين وشرقي الاردن أنذاك .
فشيخنا الشهيد كايد المفلح عبيدات كان قوميا عروبيا احس بخطر الصهاينة في فلسطين وبحث هذا مع المغفور له الملك فيصل ملك سورية اثناء انعقاد المؤتمر العربي القومي الذي انعقد انذاك في دمشق … وقال للملك فيصل ماذا نعمل فالخطر الصهيوني قادم وانا خائف على فلسطين من الضياع واجابه الملك فيصل افعلوا ما استطعتم , وبعد عودة الشيخ الشهيد من دمشق اتصل اولا بزعامات منطقة بني كنانه ومدينة اربد وقرر ان يكون الاجتماع في ديوان الشيخ سليمان السودي زعيم عشيرة الروسان لبحث الخطر الصهيوني في فلسطين واتفق الجميع على ان يكون الاجتماع اشمل واعم لزعماء ابناء شمال الاردن وفعلا تم الاتصال بالشيخ ناجي العزام زعيم منطقة الوسطية لاتخاذ القرار المناسب .
وفي تمام الساعة الواحدة ظهر يوم السادس من نيسان عام 1920 التقت الزعامات العشائرية السياسية والقوى الوطنية في لواء عجلون كما كان يسمى انذاك في ديوان الشيخ ناجي العزام في بلدة ( قم ) وعقدت اجتماعها التاريخي برئاسة الشيخ العزام زعيم ناحية الوسطية وتحدث الشهيد الشيخ كايد المفلح بوضوح عن خطته التي تستهدف معسكرات الجيش البريطاني والمستوطنات الصهيونية في منطقة ( سمخ ) من الاراضي الفلسطينية لخطوه متقدمة على طريق الثورة وللاقلاق العدو الذي جاء لاحتلال فلسطين ,و في مجمل كلمته اكد الشهيد كايد المفلح ان دور الاخوة في دمشق التصدي للمستعمر الفرنسي ونحن دورنا ان نتصدى للاستعمار البريطاني والصهاينة .
وانتهى الاجتماع الى وضع خطة في بلدة ( قم ) بالموافقة على شن غارات هجومية تستهدف معسكرات البريطانيين ومستوطنات الصهاينة في منطقة ( سمخ ) وبدأ شيخنا الشهيد كايد المفلح الاستعدادات ليوم اللقاء الذي حدد يوم 20 نيسان عام 1920 واشرف بنفسه على اهلية المقاتلين من قرى الكفارات ومستوى قدرتهم النفسية القتالية … وانتهت ايام وساعات العد التنازلي لتنفيذ خطة الهجوم لبدأ الزحف المقدس الى فلسطين .
وفي الساعة الثامنة من صباح يوم ( 20 نيسان )عام 1920 ارتدى الشهيد كايد عبيدات لباس الحرب من بندقية ومسدس وسيفه الذهبي وبعد توديعه من اهله وعمه عزام الجبر عبيدات علت اصوات التكبير .. طاب الموت يا عرب وتشكلت المقاومة التي قادها الشهيد من مناطق عديدة في شمال الاردن وهي ناحية السرو ونواحي الكورة وناحية الكفارات ,ووزع لشيخ الشهيد قواته عند دخول منطقة ( سمخ ) في كل الاتجاهات ودارت معارك عنيفة بين الثوار الاردنيين وبين المستوطنين وقتل منهم الكثير وبعد
استنجاد الصهاينة بقوات المستعمر البريطاني وشارك في المعارك قوات من المقاومة الفلسطينية بقيادة عبدالله الفاهوم ومحمود شتيوي .
واستشهد شيخنا في هذه المعركة بعد ان انسحبت المقاومة الاردنية بان وجهت له احدى الطائرات البريطانية صاروخا مباشرا ونعى الشهيد الشيخ كايد عبيدات عمه عزام الجبر عبيدات بقوله لقد خسرتم ايها المقاتلون الذي قادكم في معركة واحدة لكن نخن خسرنا القائد والزعيم والشيخ والابن الذي تعودنا ان نراه كل يوم … لقد فقدت اعز ما كنت افتخر به في هذه الدنيا لكن العزاء بموت شيخنا انه اختار الموت على تراب فلسطين .