
عيد العمال… حين يجلس أصحاب المناسبة في الخلف! بقلم محمد الحموري ابو كريم
الشعب نيوز:-
في مشهد يعكس خللًا عميقًا في فهم قيم العدالة الاجتماعية والتقدير الحقيقي للجهود، احتفلنا هذا العام بعيد العمال، لكن من المؤسف أن أصحاب المناسبة الحقيقيين — العمال والعاملات — جلسوا في المقاعد الخلفية، بينما تصدّر الصفوف الأمامية أصحاب البدلات والمناصب، في صورة لا تُشبه روح المناسبة ولا تعكس عدالتها.
عيد العمال، كما عرفه العالم، هو يوم لتكريم كل من أسهم بجهده وعرقه في بناء الوطن. هو يوم لمن يعملون بصمت في المصانع والمزارع والورش والمكاتب، وليس مناسبة بروتوكولية لعرض الصور وتلميع المسؤولين. عندما يُقَصّى العامل عن المقدمة، فإننا لا نحتفل به، بل نحتفل فوقه!
وما زاد من مرارة المشهد أن التكريم نفسه، الذي يفترض أن يكون محوره هؤلاء الجنود المجهولون، جاء جزئيًا ومحدودًا، وكأنّه مجرد بند عابر في أجندة الاحتفال. تكريم لم يتعدَّ عددًا قليلًا من الأفراد، بلا تسليط حقيقي على قصصهم أو قضاياهم، ولا إشارات واضحة إلى تحسين ظروفهم.
عيد العمال ليس منصّة للخطابات، بل منبرًا لسماع صوت العامل. هو ليس يومًا لذكر مناصب، بل لتقدير من يقفون خلف كل لبنة في هذا الوطن. العدالة في مثل هذا اليوم تبدأ من التفاصيل الصغيرة: من ترتيب المقاعد، من إعطاء الكلمة للعامل، ومن تخصيص التكريم ليكون شاملًا ومعبرًا عن الامتنان الحقيقي لا المجاملة الفارغة.
ما نحتاجه ليس احتفالًا، بل مراجعة.
مراجعة حقيقية لواقع العمال، ولطبيعة الاحتفالات التي تُقام باسمهم، وللنية الحقيقية خلف كل صورة تُلتقط وكل كلمة تُقال.
فلنعِد لهذا العيد معناه، ولهؤلاء الناس مكانهم.