
قاهر صفا في ذمة الله. د. حازم قشوع
الشعب نيوز:-
كان أبو خالد رحمه الله قائدا نقابيا من طراز كبير، وقائد انتخابي عميق التأثير ناضل من اجل قضيته فلسطين بالسلاح والكلمة، وعمل من أجل المواطنة سياسيا ونقابيا ومع أنه كان رحمه الله قليل الكلام كونه صاحب كلمة موزونة الا ان لكلماته وقع وتأثير كانت تنقل مجرى الحديث من مدار الى مسرب ومن فاصله إلى نقطة، حتى أن أهل “المضافة” حيث نلتقي أسبوعيا كانوا ينتظرون عميق كلماته بشغف و يرددونها بتجليات صفا.
تعلق المهندس قاهر صفا في الأردن حيث ولد وعمل من أجلها مهنيا و نقابيا وفى محيط رئاسته للمكاتب الهندسية بنقابة المهندسين كما فى محتوى قيادته لشركته الهندسية، وهذا ما جعله يرسم صورة مهنية مقدرة عند كل من تعامل معه في محيطه، فمن خاصمه ارتبط معه بحالة وئآم ومن يصادقه يرتبط معه بعظيم موده، وهو ما جعل من المهندس قاهر صفا رحمه الله يمتلك سمة نقابية في القائمة الخضراء تميز فيها وابدع كما كان يمتلك سمة اجتماعية تضيف لمجلسه إضافة نوعية، حيث يكون بدماثة المعشر والعشرة حتى باتت دماثة الخلق والتخلق تغلب على صفاته، وكان لا يكره فى الحياه الا الظلم ودائما يردد ويقول حسبنا الله على الظالم وحسبنا الله على المحتل القاهر … قهره الله.
ومن أجل هذه الكلمات وبكل ما تحمل من معاني ناضل المهندس قاهر صفا بالسلاح من أجل معشوقته فلسطين، وكان يقول لي مخاطبا يا ابو يوسف “لا كرامة لنا الا ب فلسطين” فهى ليست هوية معيشة بل هوية رجوله وعنوان حياه، فلا أصعب أن تعيش حاملا صفة لاجىء فنحن لا نناضل من أجل الجغرافيا والتاريخ الفلسطيني فحسب من مدخل منهجية التشخيص على حد وصفك المعرفي، ولكننا نناضل من باب علوم التجريد الإنسانية التى تربطنا بحاضره روح فلسطين وقيمها التي تقوم عليها كرامة الإنسان من باب هوية حضارته الإنسانية.
رحل عنا “قاهر صفا” المهندس والنقابي والسياسي المقدر، عضو المجلس الوطني الفلسطيني رجل المهام النضالية وصاحب الكلمة التي تحمل تأثير، رحل عنا ابو خالد الذى ناضل في بيروت من أجل فلسطين حتى أبعدته رياح الترحيل الى اليمن، ومن ثم طاف مع الراحل ياسر عرفات أينما ارتحل، الا انه عاد الى حيث معشوقته الأردن الأقرب لنفسه حيث تسكن فلسطين هواه الذي تنفس من أجلها وعمل من اجل رفع الظلم وجور الاحتلال الذى يجثم على صدرها حتى انتهت انفاسه مفارقا الحياة الى “جنات النعيم” الذي نسأل الله تحمله واسع رحمته ليكون، فلقد كان المهندس قاهر صفا صادق العهد والوعد، وهي السمة التي تؤهله أن يكون مع الصديقين وحسن اولئك رفيقا ببركات رحمة من اللطيف الرحمن الرحيم.
ونحن إذ نعزي “اهل المضافة ” حيث نلتقى دوريا بهذا المصاب الجلل، فاننا ننقل خالص عزائنا وعظيم مواساتنا إلى أسرته وعائلة صفا والى كل من عرف هذا الانسان الخلوق طيب الذكر ابو خالد الذي ندعوا الله له بالرحمة ببركة قراءة الفاتحة.