ناشرو المواقع الإلكترونية يطلقون شرارة التغيير: نحو نقابة لأصحاب شركات الإعلام

يشكل قطاع الإعلام في الأردن، بما يضمه من مؤسسات وشركات ومستثمرين، أحد الروافد الأساسية للاقتصاد الوطني، وثمارًا حقيقية للاستقلال الأردني الذي أسس لنهضة شاملة في البناء والتحديث بقيادة هاشمية حكيمة.

وعلى الرغم من الأثر البارز لهذا الاستثمار الوطني في تعزيز صورة الأردن داخليًا وخارجيًا عبر إعلام مهني رصين، إلا أن دوره كثيرًا ما يغيب عن دائرة الاهتمام الرسمي، رغم ما يقدمه من خدمات إعلامية مجانية دعمت الدولة ومؤسساتها لسنوات طويلة دون انتظار شكر أو دعم.

لقد أسهمت المؤسسات الإعلامية في توفير فرص عمل لخريجي كليات الإعلام والصحافة، وأسهمت في تأهيل آلاف الصحفيين الذين باتوا سفراء للمهنة في مؤسسات عربية ودولية، ما يعكس رقي وتطور الإعلام الأردني.

ومع ذلك، لا تزال الإمكانات الكامنة في هذا القطاع بعيدة عن خطط التمكين ضمن رؤية التحديث الاقتصادي، إذ لم تحظَ المؤسسات الإعلامية الخاصة والمنصات الإخبارية الإلكترونية بما تستحقه من اهتمام رغم كونها مرآة الوطن وصوت إنجازاته.

وفي ظل هذه المعادلة المختلة، تنادى ناشرو مواقع إخبارية وشركات إعلامية لتأسيس نقابة لأصحاب شركات الإعلام والمواقع الإلكترونية، بموجب أحكام قانون العمل، بهدف تأطير هذا القطاع تحت مظلة تنظيمية تضمن استمراريته وتقدّر دوره.

ويأمل القائمون على هذه الخطوة أن تسهم في ترسيخ الشراكة مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، وتعزيز البيئة الاستثمارية في قطاع الإعلام، بما يتيح له النمو والتوسع، واستيعاب مزيد من الطاقات الإعلامية الشابة، والمضي قدمًا في بناء إعلام وطني يليق بصورة الأردن ويعكس منجزاته.

رغم التحديات، يبقى الإعلام الأردني قطاعًا بني نفسه بنفسه، وقدم الكثير دون مقابل، وما يزال يراهن على وعي الدولة بأهمية تمكينه، لا تكبيله.