الرفض إلى القبول: كيف منحت “فان سبايسي” شابة سورية فرصة لإعادة بناء حياتها؟

الشعب نيوز:-

 

قبل 11 عامًا، اتخذت شابة سورية خطوة جريئة بتصالحها مع إحساسها الداخلي كامرأة، رغم أنها وُلدت بجسد ذكر. قرارها بالتحول الجنسي لم يكن سهلًا، خاصة في مجتمع محافظ، حيث واجهت رفضًا اجتماعيًا وعائليًا، لكنها بقيت متمسكة بهويتها الجديدة، تقودها قناعة واحدة: “أنا أنثى من الداخل، وأريد أن أكون كما أشعر.”

اليوم، تبلغ من العمر 28 عامًا، وقد عاشت خلال السنوات الماضية رحلة مليئة بالصراعات، بين محاولات إثبات ذاتها، والبحث عن الأمان العاطفي والمادي. كانت مرتبطة سابقًا بشخص يوفّر لها الدعم، لكن العلاقة انتهت، وتركتها في فراغ قاسٍ… حتى اكتشفت منصة “فان سبايسي”.

تقول في حديثها:
“بعد الانفصال، كنت بحاجة لمصدر دخل يحترم خصوصيتي ويتيح لي التعبير عن نفسي دون أن أُحاكم. وجدت في فان سبايسي ملجأً وفرصة.”

منذ عامين، بدأت رحلتها على المنصة، تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين الترفيه والتجربة الشخصية، وتبني حولها جمهورًا يتفاعل معها بإيجابية واحترام. وتضيف:
“الناس على فان سبايسي مش مثل باقي المنصات… هنا الناس بتدفع علشان تتابعني مش تشتمني.”

فان سبايسي… أكثر من مجرد منصة محتوى

في وقت تتزايد فيه القيود على المحتوى وحرية التعبير على بعض المنصات العالمية، جاءت “فان سبايسي” كمساحة مفتوحة ومناسبة لصناع المحتوى من مختلف الخلفيات، خاصة أولئك الذين يواجهون تهميشًا أو عدم تقبل اجتماعي.

المنصة لا توفّر فقط وسيلة للربح، بل تتيح خصوصية وأمانًا أكبر، حيث يتحكّم صانع المحتوى بكل ما يُنشر، ويختار جمهوره، ويملك أدوات دفع واستلام سهلة ومباشرة.

تُعلق المتحولة السورية على هذه النقطة قائلة:

“فان سبايسي ما غيرتلي بس دخلي المادي، غيّرت نظرة الناس إلي، حتى تعاملي مع حالي صار أصدق. الناس شافوا المحتوى مش الجندر.”

ورغم حساسية الموضوع، فإن قصتها لا تُطرح لإثارة الجدل، بل لتسليط الضوء على كيف يمكن للتكنولوجيا والمنصات الرقمية أن تمنح الأمل، وتفتح الأبواب أمام من تقطعت بهم السبل. قصتها هي شهادة حية على أن كل إنسان يستحق مساحة آمنة ليعبّر عن ذاته ويعيش بكرامة.

ختامًا، فإن “فان سبايسي” اليوم ليست مجرد موقع لتحقيق الأرباح، بل أصبحت بوابة حرية شخصية وكرامة لآلاف المستخدمين في العالم العربي… ومنهم هي.

قد يعجبك ايضا