
المخرج السوري محمد نصرالله: الأردن موقع تصوير ذهبي… وهكذا كنت أتابع “برامج التلفزيون الأردني” من سطح بيتنا غرب دمشق
الشعب نيوز:-
حوار:-عاطف أبوحجر
في حوار خاص، يتحدث المخرج السوري محمد نصرالله عن رؤيته لإمكانيات التصوير في الأردن، من حيث تنوّع البيئات الطبيعية والتاريخية، واحترافية الكوادر الفنية، إضافةً إلى التسهيلات الكبيرة التي تقدمها الجهات الرسمية. كما يسترجع ذكرياته الطفولية مع الدراما الأردنية في الثمانينات، ويكشف عن إعجابه العميق بها.
1. كيف تقيّم إمكانيات التصوير في الأردن من حيث تنوّع البيئات، خاصة الريفية، البدوية، والتاريخية؟
جواب:
الأردن يملك تنوّعاً بصرياً غنياً جداً. من الشمال إلى الجنوب، يمكن للمخرج أن يصوّر في بيئات مختلفة تماماً دون الحاجة للسفر بين دول. هناك مناطق ريفية نقيّة، وصحراء ذات طابع بدوي مميز، وبيوت قديمة تُشبه كثيراً ما نحتاجه في الأعمال الشامية والتاريخية. الأردن ببساطة، “لوكيشن مفتوح” لأي نوع درامي.
2. هل ترى أن بعض المواقع الأردنية تصلح لتجسيد البيئة الشامية؟
جواب:
بكل تأكيد. السلط، عمّان القديمة، ومناطق أخرى فيها بنية معمارية قريبة جداً من دمشق القديمة. مع لمسة فنية بسيطة يمكن تحويل المشهد إلى بيئة شامية كاملة دون أن يشعر المشاهد بالفرق.
3. كيف تقيّم مستوى الكوادر الفنية الأردنية؟
جواب:
الكوادر الأردنية ممتازة بكل ما تعنيه الكلمة. عملت مع مصورين ومساعدين وممثلين أردنيين، وكانوا على قدر عالٍ من الاحتراف والانضباط. هناك جيل شاب لديه طموح ورغبة قوية في التطور، وهذا ما يجعل التعاون معهم ممتعاً ومثمراً.
4. هل وجدت تسهيلات حقيقية من الجهات الرسمية لتصوير أعمالك في الأردن؟
جواب:
نعم، هيئة الإعلام، والهيئة الملكية للأفلام، وحتى نقابة الفنانين الأردنيين، كلهم يتعاونون بشكل إيجابي. هناك وعي بأهمية استقطاب الإنتاجات، وتسهيل الإجراءات، وهذا شيء نادر ومقدّر. الأردن فعلاً بيئة صديقة للمخرجين.
5. ما تقييمك لدور اتحاد المنتجين العرب في دعم الإنتاجات داخل الأردن؟
جواب:
الاتحاد يؤدي دوراً محورياً، خاصة على مستوى الربط بين الإنتاج المحلي والعربي. يسهم في خلق فرص للتعاون المشترك وتبادل الخبرات، وهذا ما نحتاجه اليوم. وجود مؤسسات بهذا المستوى يرفع من جودة المنتج الدرامي في الإقليم ككل.
6. هل ترى أن الأردن مناسب لتصوير الأعمال التاريخية أو الصحراوية؟
جواب:
تماماً. الصحراء الأردنية مدهشة، خاصة في وادي رم، الذي لا يُشبه أي مكان في العالم. أما بالنسبة للأعمال التاريخية، فالأردن غني بمواقع مثل البترا، أم قيس، جرش، وكلها قابلة للتوظيف الفني بشكل رائع دون تعديل كبير.
7. كيف تتذكر الدراما الأردنية في الثمانينات؟
جواب:
والله لا أنساها أبداً. كنت بعمر العاشرة، وأذكر تماماً كيف كنا نصعد إلى سطح منزلنا في قرية عين الخضراء غرب دمشق
تبعد عن دمشق ٢٧كم ، ونحرّك “الإنتيل” لنلتقط بث التلفزيون الأردني بوضوح. كنا ننتظر حلقات “حارة أبو عواد” بشغف، إضافة لبرامج ومسرحيات رائعة أثرت في وعينا. الدراما الأردنية كانت حاضرة بقوة في بيت كل عربي آنذاك.
8. ما رسالتك للمخرجين العرب حول التصوير في الأردن؟
جواب:
أقول لهم: الأردن ليس فقط خياراً تقنياً، بل هو خيار جمالي وإنتاجي ذكي. فيه تنوّع، فيه احتراف، وفيه تسهيلات نادرة. لا تترددوا، فكل من يصوّر في الأردن يعود إليه مرة أخرى. 9. ما هي رسالتك إلى المخرجين العرب والمنتجين من حيث التكلفة والخدمات اللوجستية، خصوصًا ما يتعلق بإقامة الفنانين والمخرجين ضيوف الأردن في الفنادق والشقق السكنية؟
محمد نصرالله:
رسالتي لهم أن الأردن لا يقدّم فقط مواقع تصوير رائعة، بل أيضاً خدمات لوجستية مريحة ومرنة. من حيث الإقامة، هناك خيارات واسعة تناسب مختلف الميزانيات، من فنادق 5 نجوم إلى شقق فندقية مفروشة ومريحة. التعامل مع الفنادق يتم بتنسيق رائع، خاصة عند وجود اتفاقيات مع مؤسسات مثل الهيئة الملكية للأفلام أو نقابة الفنانين. الأمور اللوجستية في الأردن مُنظمة، وفرق التنسيق والإنتاج المحلية لديها خبرة في ترتيب النقل، السكن، وحتى التصاريح بسرعة وكفاءة. هذا يُوفّر على المنتجين وقتاً وجهداً وتكلفة. 10. إلى جانب البيئة الريفية والبدوية، هل ترى أن الحداثة والتطور العمراني في الأردن، وتحديدًا في عمّان، توفر بيئة مناسبة لتصوير الأعمال المعاصرة والمودرن؟
محمد نصرالله:
بالتأكيد. الحداثة المعمارية في الأردن، وخاصة في عمّان، تلفت النظر فعلاً. هناك مناطق ومبانٍ عصرية جداً، من الفلل الحديثة إلى المجمعات التجارية والمولات، إلى الأبراج والجسور وحتى التصاميم العمرانية الذكية. هذه المواقع توازي ما نراه في كبرى العواصم العالمية، بل في بعض الأحيان تتفوق عليها من حيث الجمال والبساطة والتنظيم. لذلك، الأردن لا يصلح فقط لتصوير الأعمال التاريخية أو البدوية، بل هو أيضاً بيئة ممتازة لتصوير الدراما الحضرية، والمسلسلات المودرن، وأي إنتاج يبحث عن خلفية عمرانية راقية. وهذا مصدر فخر حقيقي لنا جميعًا.