
قيادة منفصلة عن الواقع وغضب شعبي متصاعد في غزة
الشعب نيوز:-
في خضم أزمة إنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم، يعيش سكان قطاع غزة تحت وطأة الفقر، القصف، وانعدام الأمان، بينما تتراكم مشاعر الغضب والإحباط تجاه القيادات السياسية التي يراها كثيرون منفصلة تماماً عن واقع الشعب.
يتزايد الاستياء الشعبي وسط اتهامات واسعة للقيادات المقيمة في الخارج، خاصة في قطر، مثل خالد مشعل وخليل الحية، بالتقاعس عن التفاعل الجاد مع معاناة الناس وفشلهم في تحقيق وقف لإطلاق النار أو إحراز أي تقدم فعلي في ملف إعادة إعمار غزة. يرى كثيرون أن هذه القيادات لم تعد تمثلهم، بل تحولت إلى رموز بعيدة تعيش في راحة وأمان، بينما تُترك غزة لتواجه القصف والجوع والقهر بمفردها.
تغذي هذه المشاعر حالة متصاعدة من القمع الداخلي من قبل الفصائل المسلحة، بالإضافة إلى استغلال بعض التجار للأزمة لرفع الأسعار واحتكار المواد الأساسية، ما يزيد من شعور المواطنين بأنهم محاصرون ليس فقط من الخارج، بل أيضاً من الداخل.
الجملة التي تتردد كثيراً في الشارع الغزي اليوم هي: “هؤلاء لا يمثلوننا.” بل إن بعض الأصوات تطالب هذه القيادات بالقدوم إلى غزة والعيش ليوم أو يومين فقط تحت نفس الظروف التي يعيشها المواطنون — بلا كهرباء، بلا غذاء كافٍ، وتحت وقع القصف والخوف المستمر.
إن الفجوة المتزايدة بين القيادة والشعب تهدد بتفكك ما تبقى من ثقة داخلية، وتضع علامات استفهام حول شرعية من يتحدث باسم الغزيين على الساحة الإقليمية والدولية. فما لم يُترجم الخطاب السياسي إلى أفعال ملموسة تخفف من معاناة الناس، فإن الهوة ستتسع أكثر، ومعها صوت الرفض والتمرد.
غزة اليوم لا تنتظر الشعارات، بل تحتاج إلى قيادة حقيقية تعرف وجعها، وتعمل من داخلها لا من الخارج، قيادة تشارك الناس همومهم لا تكتفي بإدارتها من شاشات بعيدة.