أسامة الرنتيسي يكتب….الليمون يا حكومة!

الشعب نيوز:-

ستة أشهر، ومنذ رمضان الماضي تتدحرج قضية الليمون في الأردن بعد أن وصل سعر الكيلو إلى ثلاثة دنانير وأكثر، ولا يزال السعر في العلالي حتى اليوم، ولم تهبط يوما أسعار الليمون عن حد الثلاثة دنانير.

منذ ستة أشهر وعدت الحكومة ممثلة بوزارة الزراعة بحل المعضلة، وخرج إلى الإعلام وزير الزراعة السابق أكثر من مرة واعدا بحل مشكلة الليمون، ومع هذا لم تحل المشكلة.

حكومة لا تستطيع حل مشكلة ارتفاع أسعار  الليمون كل هذه المدة، ولا تستطيع حل مشكلة الكلاب الضالة، ولا تقدم شيئا ملموسا في حل مشكلة المرور والاختناق في شوارع عمان والمدن الكبرى، وحلولها في المعضلتين الكبيرتين في البلاد (الفقر والبطالة) شكلية هامشية شعاراتية، كيف سيطمئن المواطن أنه في رعاية حكومة تبحث عن تقديم أفضل وسائل الراحة والأمان له.

هل تعلم الحكومة أن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في صعوبة لم يشهد الأردنيون مثلها في أكثر المراحل حلكة، طبعا المواطنون يفهمون أن هناك بخلا من الأشقاء لم يتعودوا عليه، لهذا تحتاج المرحلة إلى وقفة جادة وحقيقية، وعقل سليم لمعالجة معظم القضايا، من دون استعراض، وأن يكون أساس العمل توحيد الناس، وتماسك الجبهة الداخلية، وهما بكل الأحوال أهم بكثير من أي حلول اقتصادية ترقيعية.

توحيد الناس داخليا على مجمل القضايا الوطنية، وفتح حوارات جادة مع جميع قوى المجتمع، المؤيدة منها والمعارضة، قضية في غاية الخطورة، نظرا لما يُجرى في الإقليم، وفي الجوار تحديدا، لأن ترك التفاهم الداخلي على القضايا الوطنية والإقليمية، من الممكن أن يكون بوابة عبور لفوضى لا أحد يريدها، ونزاعات لا أحد يعلم إلى أين تصل مدياتها.

الحوار مع قوى المجتمع من أحزاب ونقابات ومؤسسات مجتمع مدني، ليس فقط مقتصرا على قوانين الاصلاح، لأننا لسنا في بحبوحة توزيع الغنائم، فالأوضاع صعبة، وأصعب مما يتخيل بعضهم، والصعوبة ليست مقتصرة على الجانب الاقتصادي والمعيشي للناس، بل تتعدّاه الى الشعور بعدم الاطمئنان والأمان على كل شيء.

الدايم الله…

قد يعجبك ايضا