
نادر خطاطبة يكتب ..مستشفى الاميرة بسمة: علاج أخطاء التصميم، قبل علاج المرضى ؟؟
الشعب نيوز:-
#شرح_الصورة_الرئيس_الملقي_يجبل_جبلة حجر الأساس عام 2018 .
وكأن علم التخطيط والهندسة، غابا في تصورات المراحل التحضيرية لإنشاء مستشفى الاميرة بسمة، المزمع تشغيله قريبا، اذ لا عقل ولا منطق يتقبل بناءا ضخما، من تسعة طوابق، بمساحة 85 الف متر مربع، وخدماته على أقل تقدير ستشمل ما يزيد عن مليون مواطن، دون التفكير بتأمين مواقف سيارات وحلول نقل مناسبة لمراجعيه وزوار مرضاه.
غياب المواقف لا يعد تفصيلا ثانويا، بل هو ثغرة هندسية وتنظيمية فادحة، تعكس خللاً في مراحل التصميم والمراجعة والمصادقة على المشروع.
المسؤولية هنا لا تقتصر على المصممين الذين وضعوا المخططات، بل تمتد إلى اللجان الفنية التي أقرت العطاءات دون تدقيق كاف، والجهات الرسمية التي تابعت التنفيذ وأشرفت عليه، وكأن المستشفى يُبنى على الورق لا على أرض الواقع.
والمفارقة، ان كثر التصريحات التي تستعجل تشغيل المستشفى، قد توحي ان العجلة السبب في عدم تدارك معضلة المواقف، فيما الحقيقة ان المشروع الذي وُضع حجر أساسه في أيار عام 2018، كان مقررا ان ينجز عام 2022، لكنه امتد لثلاث سنوات أخرى، ورغم التأخير، وقعنا بفخ غياب المواقف ..
إن تجاهل عنصرا حيويا كالمواقف المرورية يعني وضع المراجعين والعاملين أمام معاناة يومية، ويكشف غياب الرؤية المتكاملة في مشاريع يُفترض أن تكون نموذجا لخدمة الناس لا عبئا إضافيا عليهم.
الحل ليس لغزا معقدا، ولا يحتاج إلى لجان إضافية أو دراسات مستنسخة، طالما تتوافر بالمنطقة مساحات وفضاءات يمكن استغلالها، وما دامت المباني قائمة فالمشكلة ستكبر يومًا بعد يوم، وعليه الطريق الأقصر هو الاستملاك الفوري للأراضي المجاورة، وتحويلها لمواقف متعددة الطوابق، قبل أن نُغرق محيط المستشفى بمبانٍ جديدة تزيد الطين بلة.
المسألة في جوهرها ليست غياب أفكار، بل غياب إرادة حقيقية في معالجة الخطأ بدلا من تجاهله، وإذا لم تبادر جهات القرار سريعا، فإن ازمة المواقف ستتحول إلى عنوان دائم يطارد اسم هذا المستشفى، مهما علت جدرانه أو كثر الحديث عن إنجازاته.