ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة

الشعب نيوز:-

 

عمان –
نظّم اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين بالتعاون مع الملتقى العراقي للثقافة والفنون، مساء أمس الخميس 4/كانون اول/ديسمبر/2025 م، ندوة حوارية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، الذي يصادف في 25 تشرين الثاني من كل عام استنادًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة. وشهدت الندوة حضور عدد من المثقفين وأعضاء الاتحاد والملتقى شارك فيها الكاتبة الدكتورة سارة طالب السهيل، والباحثة والأكاديمية الدكتورة هداب الكبيسي، فيما أدار الحوار رئيس الملتقى الصحفي والباحث الفنان ضياء الراوي وقد افتتح رئيس الاتحاد الشاعر عليان العدوان الندوة بكلمة أكد فيها حرص الاتحاد على أداء رسالته الثقافية عربيًا ومحليًا، معربًا عن اعتزازه بالتعاون مع الملتقى العراقي في تنظيم فعاليات تعزز الوعي المجتمعي ونبّه العدوان إلى أن العنف ضد المرأة بجميع أشكاله مرفوض إنسانيًا وأخلاقيًا، لأن المرأة هي الركن الرئيس في بنية الأسرة والمجتمع، بما تمثله من أم وزوجة وأخت وابنة، معتبرًا أن الاتحاد يحمل كذلك رسالة عالمية في دعم القضايا الإنسانية .
وقد قدّمت الدكتورة هداب الكبيسي عرضًا تاريخيًا لفكرة اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، المرتبط بحادثة اغتيال الأختين في جمهورية الدومينيكان عام 1960 م وقد وأشارت إلى خطاب الأمين العام للأمم المتحدة الذي بيّن أن النزاعات العسكرية في العالم تضاعفت هذا العام أربع مرات عن السنوات السابقة، وهو ما انعكس بشكل مأساوي على واقع النساء في مناطق النزاع كما وتناولت الكبيسي أشكال العنف بحسب تصنيفات الأمم المتحدة، مثل زواج القاصرات والعنف اللفظي والجسدي ومفهوم العبودية الحديثة لافتة إلى دور وسائط التواصل الاجتماعي والفضاء الرقمي بالترويج للاتجار بالبشر وخصوصا النساء والموضوعات غير الأخلاقية ودعت إلى حملات تثقيفية بحقوق المرأة والتي أقرها وأوصى بها الدين الإسلامي، لافتة الى أن بعض المنظمات النسوية الممولة من الخارج تحمل أجندات غير إيجابية وتخالف ثقافتنا العربية والدينية .
ومن جانبها قدّمت الكاتبة الدكتورة سارة طالب السهيل ورقة سياسات عامة موسعة حول الموضوع تناولت فيها التأثيرات السلبية للعنف ضد المرأة على الأسرة والمجتمع والاقتصاد. وأوضحت أن النساء في مختلف الدول ما زلن يواجهن تحديات بنيوية وثقافية وقانونية تعيق تمتّعهن الكامل بحقوق الإنسان، رغم وجود اتفاقيات دولية متقدمة مثل سيداو والعهدين الدوليين واتفاقيات العمل الدولية ولفتت السهيل إلى أن النزاعات العسكرية والحروب كما حدث في غزة والعراق وسوريا ولبنان والسودان جعلت النساء أكثر الفئات تضررًا، حيث يتعرضن للنزوح والعنف والاستغلال بمستويات مضاعفة وتطرقت السهيل إلى قضايا الزواج القسري وزواج القاصرات باعتبارهما من أبرز أشكال العنف، مشيرة إلى أن الفضاء الرقمي أصبح أيضًا بابًا للترويج للاتجار بالبشر والإساءات التي تستهدف النساء وأكدت السهيل أن مواجهة العنف تتطلب عدة نقاط اهمها إصلاحًا تشريعيًا يحقق المساواة ويجرّم العنف الأسري صراحة و تأسيس نظام حماية وطني يشمل وحدات شرطية وقضائية مختصة ومراكز إيواء، تمكينًا اقتصاديًا للنساء الأكثر هشاشة لرفع استقلاليتهن، استراتيجية توعية وطنية تُشرك الأسرة والمدرسة والإعلام والقادة المجتمعيين بالاضافة الى منصة وطنية للبيانات لرصد الانتهاكات وصنع سياسات مبنية على الأدلة كما شدّدت على ضرورة حملات تثقيفية بحقوق المرأة التي أقرّها الدين الإسلامي، محذّرة من بعض الأجندات الخارجية التي تسيء لقضية المرأة وتتناقض مع الثقافة العربية والدينية .
واختُتمت الندوة التي شهدت الندوة نقاشًا موسعًا بين الحضور حول التحديات التي تواجه المرأة وسبل معالجة فجوة التطبيق بين النصوص القانونية والواقع الاجتماعي، الا انها اتفقت جميع الآراء على أهمية تعزيز الوعي داخل الأسرة وإشراك المؤسسات التعليمية والإعلامية، تقوية الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني وتطوير التشريعات لمواءمة المعايير الدولية بالاضافة الى التأكيد على ضرورة استمرار مثل هذه الفعاليات التي ترفع الوعي، وتدعم ثقافة حقوق الإنسان، وتحفّز المجتمع على حماية المرأة بوصفها حجر الأساس في بناء السلم الاجتماعي وفي ختام الندوة قام رئيس الملتقى الراوي بتقديم شهادات التقدير و الشكر إلى المحاضرتين الكبيسي والسهيل تقديرا لجهودهن الابداعية كما قام ايضا بتقديم شهادة شكر وتقدير الى رئيس الاتحاد الشاعر العدوان تقديراً لدوره في تطوير وإثراء المشهد الثقافي عبر نشاطات الاتحاد .

قد يعجبك ايضا